أبدت الفنانة وردة الجزائرية تعاطفا مع الرئيس المخلوع حسني مبارك وقالت بأنها ترفض اليوم أن تراه ذليلا، لأنه كان رمزا للدولة طوال 30 عاما، مؤكدة في الوقت نفسه بأنها نادمة على غنائها له، و بأنها تعرضت للظلم في عهده وذلك في حوار مع صحيفة " المصري اليوم " قائلة متحدثة عن عصر مبارك :" "كنت أتوقع أن يحدث شىء، لأن حجم الفساد فى السنوات الأخيرة أصبح ضخماً جداً، وكان من الطبيعى أن تنفجر الأمور بسبب الفساد والرشوة والمحسوبية، والأمراض الأخرى التى تسللت إلى جسد النظام، ومن كانت لديه علاقات برئاسة الجمهورية تمحى كل الصعاب من أمامه." وقالت وردة ردا عن اتهمامها بالغناء لمبارك مخمورة قالت:" تعرضت للظلم، وقيل إننى صعدت على المسرح فى احتفالات نصر أكتوبر وأنا مخمورة، وهو كلام فارغ طبعاً، لكن صراعات داخل النظام أرادت ضرب بعض الأشخاص، ولم تهتم بإيذاء فنانة لا علاقة لها بالصراعات السياسية. هل يعقل أن أصعد المسرح وأنا مخمورة؟ هذا لا أعتبره غباء بل انتحاراً، وقد طالبنى أحد الصحفيين فى ذلك الوقت بترك مصر. فبعد تقديمى عشرات الأغنيات الوطنية، وعدم حصولى على أجر فى عشرات الحفلات للتليفزيون، ووزارة الداخلية، وغيرهما، تهاجمنى الصحف وتتهمنى بأننى غنيت وأنا مخمورة، هذا بخلاف أن مبارك كان سبب ابتعاد ابنى وحفيدى عنى، بعد أن رفض منح ابنى «رياض» الجنسية المصرية حتى يتمكن من العمل فى مصر والعيش بجوارى." ولكن وردة تؤكد ندمها على الغناء لمبارك وتقول: " بالتأكيد أشعر بالندم، لكننى كنت أغنى فى المقام الأول لانتصار الشعب العربى العظيم فى حرب أكتوبر، وحتى عندما غنيت لشخص مبارك فى أغنية «البطل ده من بلادى»، كان بصفته أحد أبطال هذا الانتصار، لكننى لم أكن أعرف أيضاً كمّ الفساد والظلم الذى تعرض له الشعب المصرى طوال فترة حكمه." ولكنها في نفس الوقت ترفض إهانة مبارك قائلة :" لديّ رأي خاص بالنسبة لمبارك رغم أننى تضررت كثيراً فى عهده، لكننى مع المحاكمة العادلة له، وفى الوقت نفسه أرفض إهانة رجل كان على رأس الدولة لمدة 30 عاماً كاملة، وأرفض أن أراه ذليلاً، وأعتقد أن رأيى قد يغضب البعض، لكن قلبى ليس قاسياً بهذه الدرجة، وأرى أنه من الأفضل أن نمنحه فرصة للمحاكمة العادلة، لنثبت للعالم كم نحن متحضرون وملتزمون بالقانون".. وعن مستقبل الحكم في مصر تقول وردة الجزائرية :"أعتقد أن الساحة تتسع للجميع، المهم ألا ينفرد تيار بالساحة ويفرض آراءه، وأنا شخصياً مع الدولة المدنية، ولا يسعدنى صعود أو سيطرة المتشددين، وأنا هنا لست ضد الدين أو التدين، لكنى ضد التشدد، ولو حدث وجاء مثلاً حاكم لمصر متزمت دينيا، فبالتأكيد لن يصبح لى مكان فيها". .