مع انطلاق فصل الصيف في تونس واقتراب شهر رمضان، تكثر المناسبات والأفراح خاصة في هذه الآونة ويكثر معها الضجيج والضوضاء وعدم احترام الجيران للأوقات المنصوص عليها مما يخلق جوا متوترا بينهم بسبب الضّجيج الذي من شأنه أن يقلق راحة الآخرين ويزعجهم حيث أصبحت هذه الظاهرة منتشرة في الأحياء الراقية والشعبية على حد سواء حتى أنك تخال نفسك مشاركا في الحفل ولا تخلد للنوم إلا عندما تسمع أغنية " دام الفرح " !!! فكيف يتصرف التونسي مع هذه الظاهرة؟ وماهي الآثار المترتبة على صحته؟ وماهي الاجراءات التي من واجب السلطات ان تتخذها لردع هذه السلوكات؟ ضجيج إلى مطلع الفجر كل يوم والمواطن في حيرة من أمره: لعل مخلفات الثورة على نفسية المواطن التونسي أصبحت تتوضح أكثر يوما بعد يوم فالتونسي قد مل من الكبت والحرمان فتراه يبالغ في كل شيء حتى في الأفراح فلم يعد الحفل ينتهي منتصف الليل كما هو معهود وإنما يتواصل إلى ساعات الصباح الاولى دون أدنى شعور بالمسؤولية واحترام الجار، فهناك من يتعامل مع الأمر الواقع ويرضخ له وهناك من يطالب بحقوقه وفي هذا الاطار تقول لنا السيدة سلوى ( 45 سنة ) " أنا أقطن في حي شعبي أجريت عملية على أذني ولا أحتمل الضجيج وكل يوم أعاني من الأرق جراء الضجيج الذي أصبح جزءا لا يتجزء من حياتنا اليومية " وتضيف سلوى " الحفلات تدوم سبعة أيام وسبع ليال " وأنا أحتفل معهم دون إرادتي وأنام في الوقت الذي ينامون فيه " أما " منذر " ( 27 سنة ) فلا يستطيع النوم في الضجيج ويفضل أن يذهب إلى صاحب الحفل ويطلب منه أن يخفض في مضخم الصوت على أن يتحمل الصوت العالي والضجيج إلى حلول الصباح. الآثار المترتبة عن الضّجيج: الضّجيج على الإنسان سواء في الناحية النفسية أو الصحية. من الناحية النفسية: إن القلق والتوتر العصبي نتيجتان حتميتان للضجيج خاصة عندما يقع التعرض له بصفة دائمة وطويلة من الناحية الصحية: قد يسبب الضجيج فقدان السمع إضافة إلى الإصابة بالصداع وآلام الرأس علاوة على فقدان الشهية وضعف التركيز الذهني. وسائل الردع والمراقبة في حاجة لتكثيف جهودها: إن وسائل الردع والمراقبة تكاد تكون غائبة هذه الأيام في أحيائنا الشعبية والراقية على حد سواء، فرغم وضوح القوانين وصرامتها إلا أن التجاوزات مستمرة وفي ازدياد. حاولت التونسية الاتصال مرارا ببلدية تونس للاستفسار حول الاجراءات المقرر اتخاذها لردع ظاهرة الضجيج في الصيف إلا أننا لم نتمكن التحصل عليهم كما جرت العادة.