من المفارقات العجيبة ان لقب الدراجي استحوذ على أدوار البطولة في فريقي العاصمة فدراجي الترجي وصانع ألعابه كان له الفضل الكبير في حصول فريقه على ثنائي هذا الموسم في حين ساهم عمر الدراجي المتصرف الادراي للنادي الافريقي في تواصل مسلسل إخفاقات فريقه... بيكاسو العرب كما يحلو مناداته برز في هذا الموسم كأحسن ما يكون وكان وراء جل الاهداف الحاسمة التي صعدت بفريقه الى منصة التتويج.اسامة الدراجي سجل في مرمى الافريقي في مباراة دربي العاصمة وسجل في مباراة نهائي الكأس ضد النجم الساحلي وكلا الهدفين هما الاغلى في مشوار الترجي في هذا الموسم الاستثنائي وكان لهما الفضل في تسيد الترجي للكرة التونسية. مايسترو الترجي كان الورقة الرابحة في تشكيلة معلول وكان بشهادة جل الفنيين القلب النابض ومصدر الحياة في فريق باب السويقة... هكذا كان دراجي الترجي وعلى نقيضه في فريق العاصمة الثاني فريق باب الجديد لم يكن عمر الدراجي المتصرف الإداري بالفريق في حجم المسؤولية والثقة اللتين وضعتا في شخصه وفشل في حسم أكثر من ملف كان فيه الافريقي قريبا من تسويته لولا سذاجة البعض وقلة دراية دراجي الافريقي. ملف كوليبالي ورغم أفضلية الافريقي ومتانة موقفه القانوني ورغم كل المجهودات الجباراة التي بذلها بقية أعضاء الهيئة المديرة قد يسقط في الماء ويخسر الفريق خدمات اللاعب بعد ان كان ضمه مسألة وقت لا غير بسبب سوء تصرف عمر الدراجي الذي حاد عن القانون المتعارف عنه وتعامل مع الملف بأسلوب المبتدأ الجاهل لابجديات اللعبة ولمكامن النجاح والفشل... عمر فاروق الغربي الذي لا يشك عاقلان في "كرهه" للافريقي وجد أمس خلال ندوته الصحفية ما يرتكز عليه للدفاع عن نفسه وتبرير موقفه وتبرئة ساحته من مآخذ هيئة الافريقي عليه بعد أن كشف عيوب ملف الافريقي و"جهل" متصرفه الاداري وبغض النظر عن وجاهة ما قاله الغربي فان بعض الاخطاء التي أتى عليها العضو الجامعي تثبت مسؤولية الدراجي في كل ما جرى... النادي الافريقي وكما عهدناه جميعا كان يمكن ان يكون أفضل حالا مما هو عليه الآن لكن "فرفشة" بعض مسؤوليه و فلسفة البعض الآخر وعقلية "الوان مان شو" السائدة بين كتيبة المحامين كبلت الفريق وحالت دون ثورته مجددا رغم أن نسماتها حطت بالفريق منذ حل ركب العتروس... بعض الجزئيات البسيطة قد تصنع مجد فريق وتنهي سطوة آخر وأحيانا قد تكون مجرد جرة قلم كافية لرسم ملامح البطل وأخرى لنزع هذه الصفة عنه...