طغى المؤقت عقب الثورة على مجريات الأمور في بلادنا .. وفقدت عديد الهياكل والمؤسسات البوصلة حتى صرنا نخشى أن يصبح المؤقت .. هو الدائم كما يقول المثل الفرنسي "le Provisoire qui dure" . وضع هكذا يخلف تداعيات قد تكون عواقبها فوق الاحتمال لأنه ظرف بإمكان "المندسين" والازم العهد البائد من التحرك واحتلال مواقع قيادية متقدمة ...تمكنه من التحكم في مصائر البلاد والعباد مرة أخرى .. ومن هذا تسلل أحد أطباء الأسنان ليحتل او يتبوأ رئاسة اللجنة الجهوية المستقلة للانتخابات ببنزرت . كيف انطلت هذه على رئيس الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات المناضل كمال الجندوبي ؟ فهذا "الطبيب" في رصيده 9 قضايا كاملة أرقامها كالآتي : 2004/1762/1120 و 2011/6093/1120 و 2003/6710/1120 و 2007/939/1120 و 2006/1106/1120 و 2000/11160/1120 و 2011/1210/1120 و 2010/15863/1120 و 2004/1761/1120 وبحكم مصاهرته لوزير العدل الأسبق البشير التكاري حفظت منها 7 قضايا ولا يزال البحث جاريا في قضيتين لم يمكن لا المكان ولا الزمان الوزير المذكور من استعمال نفوذه لتبرئة ساحة صهره . علما بأن هذا "الطبيب" قد أحيل على مجلس التأديب في عمادة أطباء الأسنان من أجل التحيل وأظنه أراد الضرب بكل القيم عرض الحائط لتيقنه من دعم ذوي القربي . ولقد وعدنا سي الجندوبي بانتخابات شفافة وديمقراطية وفريدة من نوعها .. وأجلنا من أجل هذا الموعد من 24 جويلية إلى 23 اكتوبر وتحمل شعبنا تبعات ذلك من انفلات امني وصعود جنوني للأسعار ...زادها الوضع في ليبيا الشقيقة غموضا ... نقول هذا ونحن ندرك أن الأمور تتجاوز إمكانيات الهيئة المستقلة للانتخابات ولكن بمزيد التنسيق مع مناضلي المجتمع المدني سيقع التفطن لألاعيب هؤلاء المندسين الذين يحاولون التستر على ما وقع باحتلال مواقع في هياكل هذه الثورة المجيدة ممنين النفس بتواصل اللعبة بأشكالها المختلفة ... !