رهانات واختيارات كسبتها الهيئة المديرة لمهرجان بنزرت الدولي التي انتهجت هذه الصائفة المنهج السليم ببرمجة دسمة بعد محاولة معالجتها الصائفة الماضية لانتكاسات السنوات السالفة أعادت بها الجمهور الغفير لمسرح الهواء الطلق بمعدل 5000 فرد للعرض الواحد وأضافت للاختيارات السابقة اختيارا اخرا صائبا وناجحا يتمثل في برمجة وان منشو «Made in Tunisia» نص وتمثيل لطفي العبدلي اخراج ودراماتولوجيا الشاذلي العرفاوي بمساعدة معز الغديري موسيقى البلطي من انتاج باليل برود يعرض لأول مرة بفضاء مهرجان امام عدد هائل من المتفرجين يفوق 5000 متفرج الذين شدهم لطفي العبدلي فاستمعوا له طيلة ساعتين واربعين دقيقة دون ملل ولا كلل في جوّ ملؤه الضحك والتصفيق والهتاف والتجاوب المتبادل جسّم فيها مشاهد نقدية في قالب هزلي تعالج عدة ظواهر معيشية وفوارق متباينة في صلب المجتمع التونسي. في أول العرض رحّب لطفي العبدلي بنفسه في مدينة بنزرت واعتبر عرضه حلما وهو اول عرض بمهرجان بعد ثلاثة عروض ناجحة بالمسرح البلدي وبقاعة الفن الرابع وتمنى لو أقيمت له دخلة كدخلة «سي أ بي» فصاح الجمهور عبدولي... عبدولي. اثر العرض تهافت عليه الجمهور بالبهو لإلتقاط الصور التذكارية وخص الصحفيين بحوار وكانت أهم اجاباته حول العرض الذي قدمه بإحساس حكى فيه واقع عاشه بكل صدق وعن حواره مع تمثال ابن خلدون الذي يشكو فيه العلامة وصنعه قال إنه يريد بذلك ردّ الاعتبار لكل المثقفين والفنانين لأن المثقف في الزمن الحاضر اصبح مهمشا وغريبا عن المجتمع. فيما يخص الرقص والغناء قال يجب ان يكون الممثل متكاملا يتقن الغناء والرقص الى جانب الأداء والا اصبح إذاعيا. وبخصوص الأكسيسوارات قال: اصبح لا مجال للأكسسوارات لأشخص شخصا ما انما تكمن الشخصية في فكر الممثل ليشخّصها دون اللجوء الى ملابس وقبعة وسيجارة ليتقمص دور الفتوّة مثلا. بعد نجاح عرض مهرجان بنزرت كان من المنتظر ان يقدم لطفي عرضا بمهرجان مدنين الا انه عرف الالغاء بعد تصريح له كان على شاشة نسمة تي في.