سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
" جميلة عبد الكريم الكاديكي " المناضلة الليبية تروي ل "التونسية" معاناتها من ويلات نظام "القذافي": معمر القذافي طاغية قمع كل الليبيين...وثورة 17 فبراير امتداد لثورة الشعب التونسي...
جميلة عبد الكريم الكاديكي مناضلة ليبية من حرائر ليبيا دخلت عالم السياسة منذ سنة 1996 لإدراكها التام بأن نظام العقيد القذافي هو نظام فاسد وطاغ و لا يعرف للحرية معنى ولا للديمقراطية عنوانا . استضافتها"التونسية" للحديث عن رؤيتها و مساهمتها في الثورة الليبية التي اقتلعت عرش القذافي من جذوره فكان الحوار: * كيف كانت مشاركتك في ثورة 17فبراير ؟ - في البداية أشكر لكم دعوتكم وأشير إلى أن ثورة 17 فبراير هي ثورة قام بها شباب كان مقتنعا أن نظام القذافي لم ولن يؤسس للديمقراطية التي كانت مطلبا رئيسيا في هذه الثورة فإرادة الشعب في التخلص من الديكتاتورية كانت أقوى من جميع الأسلحة وكل من غادر ليبيا اثناء الثورة بقي قلبه متعلقا بها فمن ليست له أرض ليس له عرض.. لقد لبيت نداء الواجب في ثورة الأحرار بليبيا وخرجت في أول مظاهرة أقيمت يوم 20 فيفري أمام محكمة باب بن عشير بطرابلس لكي أقول لا للظلم لا للاستبداد لا لحكم الطاغية نعم لإسقاط النظام نعم للحرية نعم للديمقراطية وذلك بطريقة سلمية حيث لم يكن بأيدينا أي نوع من أنواع الأسلحة متحملين شتى أنواع القمع والإهانة و المساس بالشرف من قبل نظام ما انفك يصادر الحريات ويقمع الإرادات . وهل تعرضت للإعتقال ؟ - نعم ... تم إعتقالي مع مجموعة من شباب 17 فبراير واقتادتنا كتائب معمر القذافي إلى المعتقلات في طرابلس في محاولة لاخماد صوت الحق وكتمه . أي دور للمرأة الليبية الحرة في هذه الثورة ؟ -" تبتسم قليلا ثم تجيب ": دور المرأة الليبية الحرة في هذه الثورة كان كبيرا فهي من قدمت ابنها الشهيد وزوجها وأخاها وأباها ... قدمت العون لثوار الجبهات من مأكل ودفع نفسي ومعنوي في سبيل الإطاحة بهذا النظام الذي دام 42 سنة فقد قاست المرأة الليبية من ظلم النظام وأبت أن يستمر الإسبتداد ...قائما ... فكل أم قدمت إبنا شهيدا وكل زوجة قدمت زوجا شهيدا لها وقفة الإكبار و الإجلال و التقدير إلى جانب دور الرجل فهذه الثورة نهضت بها كافة الأطياف داخل ليبيا و خارجها حسب رأيك ما هي الأسباب الحقيقية لقيام ثورة 17 فبراير ؟ في إعتقادي الشخصي ما قاسيناه من قمع في ظل حكم الطاغية طيلة 42 عاما كان يفترض القيام بهذه الثورة منذ زمن بعيد لما عاناه بلدي الحبيب من قمع وسوء معيشة حيث استفحلت الطبقية و تدهورت البنى التحتية إلى جانب تردي الخدمات التعليمية حيث سعى نظام القذافي إلى تكريس الجهل حتى لا يتعلم اطفالنا معنى كلمة الحرية . وهذه الثورة لم ولن تتكرر في تاريخ العالم والشعب الليبي مثلما صنع هذه الثورة فهو قادر أن يقف في وجه أي دكتاتورية أخرى قد تعيق طموحات و آمال شباب ثورة 17 فبراير ولا يمكن أن يتكرر سيناريو 42 سنة من العبودية فهي ثورة شباب صاعد يتوق الى الافضل . وبالطبع فإن الثورة الليبية تعتبر امتدادا للثورة التونسية التي كانت شرارة الثورات العربية ولو تساءلنا لماذا قامت الثورة التونسية لوجدنا نفس الأسباب تقريبا التي كانت وراء ثورة 17 فبراير فهي قامت من أجل الإطاحة بنظام فاسد طاغ طيلة 23 سنة إلا أن الشعب التونسي أبى الا ان يخرج في مسعى واحد: نعم للحرية ... نعم للديمقراطية ... كلمة واحدة رددها ملايين الأشخاص "الشعب يريد إسقاط النظام " من شمال البلاد إلى جنوبها . ما حقيقة الانشقاقات الموجودة داخل المجلس الانتقالي؟ وجود بعض الاختلافات داخل المجلس الانتقالي إن دل على شيء فإنما يدل على ممارسة للديمقراطية في ظل الحرية التي ينعم بها الشعب الليبي بعد الثورة فالمجلس الانتقالي قام بدور دون بمداد الذهب في سجلات التاريخ ولن يمحي من ذاكرة الشعب الليبي و على رأسه المستشار مصطفى عبد الجليل هذا الرجل الذي يخاف الله و بالتالي فلا خوف ممن يخاف الله. وفي خصوص التدخل الأجنبي (الناتو) الم تكن له عواقب سلبية ؟ بالعكس فتدخل الناتو كان له دور مهم و كبير في مساندة ثورة 17 فبراير فهو كان يستهدف بالأساس مواقع الكتائب لتدمير أسلحتها و الحد من قوتها التي كان يمكن أن تمثل خطرا اكبر يطيل أمد الحرب و بالتالي سقوط المزيد من القتلى و الضحايا.فالتدخل لم يكن يستهدف المواطنين و قرار مجلس الأمن كان واضحا في خصوص هذه المسألة سيدتي الكريمة نترك لك كلمة الختام.. أود التوجه بالتحية لكل طفل.. لكل امرأة.. لكل رجل في تونس الخضراء هذا البلد المضياف الذي فتح ابوابه لاستضافتنا و إيوائنا و علاج مرضانا و جرحانا. "تسكت قليلا ثم تواصل: "تغيب الكلمات أحيانا لأعبر عما يجول في خاطري تجاه هذا البلد الكريم المعطاء فكل ما أقوله لا يفي حق هذا الشعب الذي دعم الثورة الليبية ووقف معها فهو وسام على صدر كل الليبيين و دين في رقابهم.. فهنيئا لكم يا شعب تونس...