يعقد صبيحة الغد المكتب الجامعي لكرة القدم ندوة صحفية بمقر الجامعة لتسليط الضوء على جملة القرارات الأخيرة التي اتخذها بعد التطورات الاخيرة ورغم ان شيئا من هذه القرارات لم يخرج للعلن ولم تحدد ماهيته بعد إلا أن النقطة الأبرز التي ترابط حول أسوار الجامعة هي قطعا تلك التي تتعلق بمسألة الجلسة الانتخابية والتأكيدات المتزايدة على الدور الخفي الذي تلعبه سلطة الاشراف للتأثير على مسار الإنتخابات بعد الإتهامات التي وجهها الحداد وجماعته للسيد الوزير سليم شاكر واتهامه بممارسة ضغوط خفية خدمة لأجندة بعض الأطراف... قد يكون المكتب الجامعي بصدد دفع فاتورة الأخطاء التي ارتكبها في السابق وقد يكون جماعة أنور الحداد بالغوا في التعلق بالشرعية التي استمدوها من انتخابات لم تحظ قط بالشرعية لولا سطوة سليم شيبوب حينها وتداخل الكرة بالسياسة مما افرز صعود قائمة الحفصي على حساب قائمة المرحوم رضا عياد وقد يكون سوء الحظ الذي رافق مسيرة منتخب النسور كلها عوامل ساهمت في الوصول بالمكتب الجامعي الحالي إلى نفق مسدود و تنامي الدعوات لحله وفض مجلسه والذي أصبح مطلبا شعبيا على حد تعبير السيد الوزير لكن كل هذه الامور لم تكن لتصل الى هذا الحد لو لم يتفق جماعة الحداد على الدخول في حرب تكتلات وتغليب ثقافة الخلافات والانقسامات... الجامعة التونسية لكرة القدم دفعت الفاتورة غاليا أولا لانها تعتبر واحدة من افرازات النظام البائد وهذا في حد ذاته جريمة في تونس ما بعد الثورة وثانيا لأنها لم تعمل ضمن منظومة عمل متكاملة وكهيكل رياضي همه الوحيد مصلحة الكرة التونسية بقدر ما كانت المساعي جميعها تصب في خانة الانتماءات الضيقة وخدمة المصالح الشخصية... في جامعة الحداد كل يغني على ليلاه وكل يستمد نفوذه وسلطته من حبر بعض الاقلام فكانت النتيجة ان سقطوا الواحد تلو الآخر لان عوراتهم تكشفت و "خنارهم" تسرب الى خارج الغرف المغلقة...فكان لزاما تدخل السيد الوزير لايقاف النزيف ورأب الصدع... أغرب ما يحبر عن جامعة الحداد أن أعضاءها هم عنوان الفشل طالما انهم لهثوا وراء ذلك عمدا وهم لمن فاته الامر صناع القرار في القائمات التي تستعد حاليا لخوض غمار الانتخابات قبل ان تنقلب الموازين ويتغير التكتيك ويعدل الجماعة عن النفاذ الى عهد الشرعية عن طريق قائمات جديدة بعناوين مغايرة وتفضيل أسلوب جديد عماده أهل البيت لكن بربان جديد... اعضاء الجامعة أو لنقل معظمهم كانوا يستعدون لتشكيل قائمة مستقلة تخوض غمار الانتخابات تضم بعض الاعضاء الجامعيين ويقودها العضو وديع الجريء الذي أنس في نفسه الكفاءة ليكون هو الرئيس وكأن كل هذه الحرب الكلامية وكل هذه المطالب الشعبية المتكررة بسقوط جامعة الكرة سببها وجود انور الحداد... وديع الجريء ليس الاستثناء في المكتب الجامعي لكرة القدم لان قراءته لواقع الكرة التونسية لا تختلف كثيرا عن قراءة بعض زملائه ولئن تجمد طموح هؤلاء عند سحب البساط من تحت اقدام الحداد والنفاذ الى مكتب جديد تحت مسمى جديد فان الجريء وجد صيغة مغايرة للأمر وكبر طموحه ليلامس كرسي الرئيس...فيما أكد بعض الأطراف أن الرئيس نفسه ونعني الحداد قد يقبل بسنة التداول وينضم هو الآخر إلى قائمة وديع... خطوة وديع الجريء المرتقبة قد لا يكتب لها أن ترى النور في ظل الضغوطات الكبيرة التي تمارسها الوزارة وسياسة تضييق الخناق التي تعتمدها خاصة بعد دعوة سلطة الاشراف إلى منع كل الأعضاء الجامعيين السابقين(المكتب الحالي) الى الترشح للانتخابات القادمة مما يعني أن الحداد سيغادر وسيحمل في طريقه كل الاسماء التي عملت معه وهو ما سبق ان أشار اليه رئيس الجامعة ونبه اليه اتباعه خصوصا وانه كثيرا ما تفطن إلى وجود نظرية المؤامرة لكن الأوان قد فات والحداد سيضيع هو ومن معه يا وديع...