لم يسبق وان عاشت الساحة الرياضية في تونس سيناريو كهذا الذي تعيشه جامعة الكرة فبالاضافة الى حمى الانتقادات التي تطال هذا الهيكل الرياضي من طرف مختلف مكونات العائلة الرياضية في تونس فان سيل الانتقادات لم ينحصر فقط في صيحات الاستهجان من خارج "الحرم الجامعي" فالخلافات والتحالفات والانشقاقات تسربت الى داخل مكتب انور الحداد لتتالى الاستقالات ويصبح الحديث عن حل المكتب الجامعي مجرد مسالة وقت لا غير مع وصول الاستقالة الرابعة الى الكتابة العامة للجامعة التونسية لكرة القدم والتي كان بطلها هذه المرة أمين مال الجامعة جلال تقية الذي خير الانسحاب بعد ان شعر بان وجوده ضمن كتيبة الحداد لم يعد هناك ما يبرره... وبغض النظر عن وجاهة هذه الاستقالة ودوافعها الحقيقة فان اهميتها تكمن في انها ورقة الضغط قبل الاخيرة ضد وجود الجامعة التونسية للكرة بما ان اي, استقالة قادمة ستعني زوال شمس المكتب الجامعي وحله نهائيا وفق ما تقتضيه القوانين الداخلية والخارجية المتعارف بها ولان حل جامعة الكرة أصبح الآن وعلى حد تعبير السيد وزير الرياضة مطلبا شعبيا فإن الاستقالة الخامسة تكاد تكون جاهزة وقد تخرج للعلن قريبا... بعض الاطراف المطلعة على كواليس المكتب الجامعي أكدت لنا ان التخمينات كلها تصب في شخص العضو شفيق الجراية الذي قد يكون اسمه عنوان الاستقالة القادمة والتركيز هنا على شخص الجراية يعود لعدة اعتبارات لعل اهمها تواصل هذا الاخير فكريا مع وزير الرياضة الذي يرغب هو الآخر في حل جامعة الكرة وانهاء كل هذا الجدل... الاستقالة هنا ستجبر الحداد على رمي المنديل وتمنح الحق لسلطة الاشراف للامساك بدواليب التسيير الرياضي في البلاد من خلال تكوين لجنة تسهر على تسيير الشان الرياضي خلال الفترة المرتقبة وعلى اعداد الجلسة الانتخابية الموعودة الى حين صعود مكتب جامعي جديد يتولى هو بنفسه المسك بزمام الامور...في نفس السياق علمت التونسية ان هناك فرضية أخرى تفضي الى حل المكتب الجامعي ذلك ان سلطة الاشراف قد تضع يدها آليا على الجامعة بما ان العضو وديع الجريء تخلف عن 6 اجتماعات دورية للمكتب الجامعي دون تقديم تبريرات مما يجعل من عضويته ملغاة وهي النقطة التي تفطنت لها الوزارة... الامور قد تسير على هذه الشاكلة لكن الاشكال الوحيد هنا يكمن في تدخل "الفيفا" المرتقب حيث علمنا ان الاتحاد الدولي لكرة القدم يراقب عن كثب آخر التطورات التي يشهدها المكتب الجامعي وهذا الملف سيكون على طاولة النقاش خلال اجتماعات الفيفا في التاسع عشر من الشهر الجاري ومن يدري فقد يتحفنا جماعة بلاتر بقرارات تخلط كل حسابات الوزارة والجامعة رأسا على عقب. خاصة وان "الفيفا" أبلغت الجامعة في مراسلتها الاخيرة بان كل تحركاتها من هنا فصاعدا لن تؤخذ بعين الاعتبار الى حين النظر في الملف التونسي يعني بصريح العبارة تم تجميد نشاط الجامعة "مؤقتا".. !