أختتم بعد ظهر اليوم المؤتمر الدولي الذي نظمته جمعية "نساء ضد العنف "الأردنية بالتعاون مع "الجمعية التونسية للدعم الأسري - يسرين " حول "دور المرأة في مواجهة العنف" الذي إنطلق أمس الخميس . و خصص المؤتمر للنظر في أسباب و أنواع الإنتهاكات التي تحدث ضد النساء خاصة في العالم العربي و حضر المؤتمر إختصاصيون في المجال النفسي و نساء قدمن شهادات واقعية عن معاناتهن . • محاضرات في صميم الوجع توزع المؤتمر على يومين حيث خصص اليوم الأول لدراسات نظرية تتحدث عن مسألة العنف ضد المرأة و قد حضرت عديد الشخصيات التونسية و العربية التي تنوعت مداخلاتها لكن الهدف منها واحد وهو توعية النساء بحقوقهن و تعليمهن كيفية الدفاع عن أنفسهن ضد كل أشكال العنف الجسدي و اللفظي لذلك عنونت الدكتورة أمل عوادة من الأردن مداخلتها ب" العنف الأسري : أسباب و حلول " أما الدكتورة هالة ونيش من تونس فتحدثت عن سبل الوقاية منه . و تناولت مداخلة اخرى العنف في الميدان المدرسي و ضد الأطفال مع الحرص على تقديم مداخلة عن آثار هذه الظاهرة على المجتمع . من جانبها حملت الإعلامية المصرية نيفين الجندي الإعلام مسؤولية التوعية و أكدت على ضرورة تخصيص برامج تلفزيونية تعالج قضية التعنيف لأنها الوسيلة الاقرب للجمهور . • نساء يحرقن بالسجائر و يشربن من المراحيض ! خصص اليوم الثاني من المؤتمر لتقديم حالات واقعية حضرت مباشرة في الندوة و أخرى تحدثت عبر أشرطة مسجلة لنساء تعرضن للعنف. فكانت الحالات صادمة للجميع منها حكاية السيدة فاطمة و هي مغربية متزوجة من رجل تونسي و جاءت لتعيش معه في تونس لكنه أذاقها بمعية أمه و أخته أمر أنواع التعذيب من ضرب و شتم و إهانة فكان يطفئ السجائر في جسدها كما كان يضع رأسها في المرحاض حتى تشرب منه ثم يصب عليها الماء البارد و يتركها تنام في الحمام عارية أيام البرد القارس و لم يطلقها إلا بعد أن ضربها أبوه بسكين في ظهرها وتسبب في تمزيق رئتيها !. وهناك أيضا سيدات من اليمن أغتصبن من قبل الحوثيين ثم حرقن أو رمين في العراء و هن الآن منبوذات من الأسرة و المجتمع لا ينتظرن سوى الموت السريع . وإشتكت أميرة من الأردن من عائلتها التي زوجتها و هي في سن 14 عاما من رجل عمره 65 ، رجله مقطوعة ، تعامل معها "بحيوانية "ثم أصبح يضربها حتى تفقد الذاكرة و سلاحه هو عصا رجله التي يتكئ عليها و آلات حادة تركت آثارا خطيرة على جسدها . و لم تكن وضعية السيدة أم أحمد أفضل وهي التي خطفت و أطفالها في العراق لأنها سنية و زوجها شيعي فقتلوا الاولاد وعندما أرادوا إغتصابها ورفعوا النقاب عن وجهها و اكتشفوا أنها غير جميلة حرقوها. و العينات المقدمة يطول الحديث عنها فكلها تبرز بشاعة وضعية المرأة العربية اليوم رغم ثقافتها و دخولها معترك الحياة فهي لا تزال تعامل بوحشية بالغة . • توصيات هامة لمكافحة الظاهرة وأختتم المؤتمر بسرد مجموعة من التوصيات رأى المختصون انها يمكن ان تحل مشكل العنف داخل الأسرة و المدرسة و ضد النساء بصفة أخص ، و هي : - تفعيل دور المنظمات و الجمعيات للنظر في واقع العنف - تفعيل التعاون المحلي و الإقليمي بين جمعيات العمل المدني . - تفعيل المؤسسات الدينية لمزيد توعية الناس بإحترام الذات البشرية و المرأة . - تكثيف البرامج التلفزية المتعلقة بموضوع العنف - مزيد تمكين المرأة إقتصاديا و تعليميا و سياسيا - تطوير الإتفاقيات الدولية - تفعيل دور النساء المطلقات و تحسين صورتهن في عديد المجتمعات . والاكيد انه لن يقتصر على هذه التوصيات فحسب لحل المشكل لأن المؤتمر سيتواصل في دول اخرى مغاربية و عربية و حتى أجنبية و سيتطور بتوفر افكار و آراء جديدة . لذا ستكون القرارات غير متعلقة بثقافة مجتمع معين بل ستجمع كل الثقافات .