برغم حالتهم الصحية وإعاقاتهم وكبرهم في السن فقد أدى عدد من المسنين واجبهم الانتخابي متكبدين عناء الانتظار وطوابير الناخبين التي شهدت اكتظاظا منقطع النظير بعضهم عاش مرحلة انتخابات المجلس التأسيسي بعد الاستقلال وآخرون ينتخبون لأول مرة ... "التونسية" تحدثت إلى عدد من المسنين الذين ابدوا سعادة بقيامهم بحقهم وواجبهم الانتخابي في تونس بعد ثورة 14 جانفي مجمعين على أنهم صوتوا لتونس واختاروا مصلحة تونس التي تعيش عرسا انتخابيا . السيد حسين الحمري ضرير يبلغ من العمر 67 عاما يقول : "اصررت على التصويت برغم صعوبة وجود مرافق لي لأنني انتخب لأول مرة وهو أمر سرني كثيرا وأملي أن يكون الفائزون في هذه الانتخابات عند حسن ظننا وفي مستوى آمالنا وتطلعاتنا." ويشاركه خميس الطرابلسي وهو ضرير أيضا شعوره بالفخر والاعتزاز بأداء حق وواجب الانتخاب قائلا : عشت هذا الحدث أيضا إبان الاستقلال وكنت حينها مبصرا حيث لم يكن الحضور مكثفا بمثل هذه الكثافة التي حدثوني عنها أنا اشعر فعلا بمسؤولية كبيرة اليوم لذلك قمت بالإدلاء بصوتي وعبرت عن رأيي باختيار من يمثلني ." زهرة سعادة من مواليد 1913 أبت إلا أن تتوجه للإدلاء بصوتها في انتخابات التأسيسي رغم الوهن الواضح على جسدها لتقدمها في السن تقول : عشت الحدث مرتين وهو حدث عظيم لكن الفرق بين الحدثين هو قلة تواجد المرأة في تلك الحقبة فضلا عن الكثافة الكبيرة التي عاشتها مكاتب الاقتراع اليوم وهو أمر يشرح الصدر فعلا وينبئ بمستقبل أفضل لتونس." محمد البهلول من مواليد 1929 يقول اذكر الانتخابات جيدا في 25 مارس 1956 لانتخاب أعضاء المجلس القومي التأسيسي والتي فازت فيها قائمات "الجبهة الوطنية" برئاسة الحزب الحر الدستوري التونسي الجديد والمنظمات الوطنية المتحالفة معه لكن انتخابات مابعد الثورة عشناها بنكهة جديدة قطعت مع مرارة الانتخابات التي شهدتها بلادنا في عهد المخلوع." اما عبيد العامري 75 عاما فيعتبر أن الفارق بين الحدثين يكمن في نسبة الإقبال وفي نسبة حضور المرأة قائلا :" الجميع تهمه مصلحة تونس كبارا وصغارا... نساء ورجالا ومن مختلف الشرائح وهذا يبشر بتوق إلى الحرية والديمقراطية .." ويقول حسن الضاوي 79 سنة :" عشت انتخابات المجلس التأسيسي في 1956 في طبرقة وكنت شابا واليوم أعيشها ثانية وأنا مسن وقد اصررت على التصويت واختيار مرشح " يعرف ربي " وتهمه مصلحتنا." ويوافقه الرأي رجب العلوي 80 سنة قائلا:" لقد اصررت على التصويت حتى اختار من ينفع تونس ولا من يسرقها ويقمع شعبها وأملي أن يكون المرشح الذي يجمع الناخبون على اختياره في مستوى طموحاتنا". و يذكر في الإطار ان "التونسية" حضرت نقل 35 مسنا من منظوري دار المسنين بمنوبة إلى مدرسة الإخوة لأداء واجبهم الانتخابي واختيار ممثليهم في المجلس الوطني التأسيسي, حيث ابدوا سعادتهم القصوى بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات .