تونس (وات)- يقترب شيئا فشيئا موعد انتخابات المجلس التأسيسي الذي انتظره التونسيون منذ اندلاع ثورة 14 جانفي لتأسيس تقاليد انتخابية تقطع مع ممارسات النظام السابق وتكرس الحرية والشفافية والديمقراطية. هذا الحدث الهام الذي ستعيشه تونس يوم 23 أكتوبر الجاري كان محور مسرحية "الخلوة" آخر انتاجات التياترو عن تصور عام ودراماتورجيا وإدارة فنية لتوفيق الجبالي واخراج لكل من نوفل عزارة ومعز القديري. انطلق العرض باعتلاء مجموعة من الممثلين الشبان ركح قاعة "التياترو" المشهد الأول الإطار المكاني احد أقسام مدرسة ابتدائية والإطار الزماني صباح يوم الأحد 23 أكتوبر 2011 ،أوراق وكراسات متناثرة عاملات تنظيف يرتبن القسم استعدادا للحدث ،"خلوات" هنا وهناك طاولة يجلس وراءها الأعضاء المكلفون بتسيير العملية الانتخابية هذا هو ديكور المسرحية. أمطار تنزل بغزارة خارج القسم ووميض البرق والرعد يخدش سكون المكان بين الفينة والأخرى حانت ساعة فتح باب الاقتراع الكل في انتظار أول ناخب لكن يمر الوقت ببطء شديد ولم يحضر احد. حوارات فتحت بين أعضاء مكتب الاقتراع تضمنت عديد التلميحات حول قانون العملية الانتخابية وضوابطها، حول ما ينتظره التونسي من الانتخابات ،حول عزوف الناس عن الإدلاء بأصواتهم ، وفجأة يدخل مواطن ضرير يريد ممارسة حقه ولكن لحظة دخوله كان مكتب الاقتراع شاغرا إلا من إحدى عضوات المكتب وكانت تغط في نوم عميق حتى أنها لم تشعر بوجوده، وفي هذا المشهد أكثر من معنى أراد تمريره المخرج. "الخلوة" مسرحية ساهم في انجازها صندوق الأممالمتحدة للسكان وأرادها توفيق الجبالي ان تكون في بعدها الأول تحريضا للمتفرج على القيام بالإدلاء بصوته وممارسة مواطنيته بالمشاركة في اتخاذ القرار والاحتكام إلى نفسه بكل موضوعية وحرية مؤكدا في ورقة التقديم انه "إلى جانب هذا المدلول الأساسي قد تتحول هذه الخلوة السرية إلى مكان يختلي فيه الفرد بنفسه للمطارحة أو المصارحة بعيدا عن الأنظار أو الرقباء فالخلوة إذن هي انقطاع لفترة محدودة للانفراد والوقوف على لحظة الحقيقة او لحظة القرار .