علمت "التونسية" أن النيابة العمومية بالمحكمة الإبتدائية بتونس طلبت فتح تحقيق مع "الشاذلي الحجري" المدير العام السابق لشركة المترو الخفيف لمدينة تونس سابقا ( و ذلك قبل أن يتم إدماجها مع الشركة الوطنية للنقل تحديدا سنة 2004 -2005) من أجل استغلال موظف عمومي لصفته لإستخلاص فائدة لا وجه لها لنفسه أو لغيره أو للإضرار بالإدارة و مخالفة التراتيب القانونية و المشاركة في ذلك طبقا للفصول 32 و 82 و 96 من المجلة الجزائية بعد أن أحالت عليها اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الرشوة و الفساد ملف تجاوزات تعلق بالتصرف في الصفقات العمومية بشركة نقل تونس. و قد جاء في ملف لجنة تقصي الحقائق حول الرشوة و الفساد أنه تم اللجوء إلى إبرام صفقة مع مزود نمساوي لإقتناء لوحات لتبليط ممرات تقاطع سكة المترو الخفيف مع الطريق العام و حيث تبين أنه خلافا لما ورد بمحضر لجنة الصفقات المبرمة والمؤرخة في 4 جوان 2004 ضرورة إعادة النظر في ملف الصفقة بالإعتماد خاصة على رأي عضو اللجنة السيد "محمد بن فضل" الذي أوصى بضرورة إعادة النظر بصفة جذرية في هذا الملف الذي يجب أن يحتوي على مقارنة لجميع الأساليب المتبعة في تبليط ممرات التقاطع كما إلتأمت لجنة الصفقات بتاريخ 15 جوان 2004 في غياب السيد "محمود بن فضل" و أقرت اللجوء لصيغة الإتفاق المباشر مع المزود النمساوي دون إبداء أسباب موضوعية لذلك. كما جاء في الملف أنه تمّ خلال سنة 2004 و بناء على تقرير من المدير المركزي للتصرف و المالية إبرام صفقة أخرى بالإتفاق المباشر مع نفس المزود و قد تمت مراسلة وزارة النقل في الغرض إلا أن هذه الأخيرة أجابت بأنه يتعين إتباع إجراءات طلب العروض الدولية و ذلك ضمانا للمنافسة الشريفة و النزيهة مما ألزم بالتخلي عن صيغة الإتفاق المباشر و يتبين مما سبق ان إجراءات إبرام الصفقة المذكورة تمت في غياب الشفافية و المنافسة الشريفة و في ذلك خرق واضح للأمر المنظم للصفقات العمومية و اتسمت بمحاباة واضحة للمزود النمساوي و عدم إحتساب خطايا التأخير المسجلة في تنفيذ الصفقتين المبرمتين معه والمؤرختين في 5 فيفري 2004 و 24 جوان 2005. و يقدر مبلغ الخطايا في الصفقة الأولى ب 222092 أورو أما في الصفقة الثانية فكان 82077 أورو و ذلك وفق ما حدده مدير السكة الحديدية و البناءات إلا أنه تم إلغاء هذه الخطايا . و تجدر الإشارة الى أن الممثل القانوني للمزود النمساوي هو السيد "ناصر الرّي" و هو أحد أقرباء المظنون فيه "الشادلي الحجري" المذكور سابقا.