بعد النجاح الكبير الذي حققته حركة النهضة في انتخابات المجلس الوطني التاسيسي و حصولها على تاييد اغلبية الشعب التونسي ,يعتبر مقدمة لتشكل انظمة سياسية جديدة في المنطقة العربية , انها الانظمة الاسلامية التي وقع الزج بها في خانة الاقصاء و التهميش , و ابعادها عقودا من الزمن على الساحة السياسية و الاجتماعية ... نجاح فرضته الثورة التونسية و اعادت للشعب كلمته في اختيار ممثليه بكل حرية , هذا الفوز استبشرت به الاحزاب الاسلامية خيرا و يظهر ذلك في برقيات التهاني الوافدة من كل صوب وحدب لحزب حركة النهضة التونسية و التي لم تقتصر على الاسلاميين فقط بل كانت من الدول الاوروبية و الامريكية و التي كانت ابدت تخوفها من الاسلاميين الى درجة ان الولاياتالمتحدةالامريكية اعلنت الحرب على بعض منها على غرار ما حدث ويحدث في افغانستان و باكستان ... فنجاح حركة النهضة في تونس رحب به العالم حتى صار قدوة الاحزاب الاسلامية و التي ابدت رغبتها في ان يكون لها نفس مصير حزب النهضة و من بينها الاسلاميون في المغرب الذين اصبحوا يعتقدون و يتكهنون أنه بامكانهم الفوز في الانتخابات البرلمانية هذا الشهر ومما دعم موقفهم بروز دور الاسلاميين خلال انتفاضات الربيع العربي لكنهم يتوقعون لجوء منافسيهم للتزوير للحيلولة دون وصولهم الى السلطة. واعتبر القياديون أن فوز حزب النهضة يعد نهاية لفزاعة الإسلاميين التي اتخذتها بعض الجهات الاستئصالية لتخويف الشعوب، وبأنه انتصار سيكون ذا تأثير إيجابي على نتائج حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض، خلال الانتخابات البرلمانية المغربية المُزمع تنظيمها في 25 نوفمبر الجاري. و تعتبر هذه الانتخابات امتحانا صعبا للعاهل المغربي للوفاء بتعهداته التي أعلن عنها في خطبه السابقة , من خلال تقريب المملكة أكثر الى الديمقراطية والتنازل عن بعض سلطاته لمسؤولين منتخبين. وتجرى هذه الانتخابات بعد شهر من الانتخابات التي جرت في تونس مهد انتفاضات الربيع العربي يوم 23 اكتوبر الماضي والتي نجحت فيها حزب حركة النهضة الذي كان محظورا قبل ذلك مما بعث برسالة عن أن الخريطة السياسية سيعاد تشكيلها في أنحاء العالم العربي. اما في مصر فقد اعتبر الإخوان المسلمون فوز حركة النهضة بمثابة الانتصار المعنوي للإسلاميين ككل , و قد أبدت ارتياحها خاصة بعد التصريح الأمريكي الذي اكد ان واشنطن ستكون "راضية" إذا أسفرت انتخابات برلمانية نزيهة في مصر عن فوز الإخوان المسلمين.