اعدت وزارة التجهيز مؤخرا دراسة أوّلية بخصوص الطريق السيّارة المزمع انجازها و الرابطة بين تونس وقفصة عبر القيروان و سيدي بوزيد وقدّمت بهذه المناسبة عدّة افتراضات لمسار الطريق. و بالنسبة للجزء الرابط بين تونسوالقيروان، حدّد مساران من بينهما مسار أول عبر الفحص - الناظور – السبيخة ثمّ القيروان محاذيا للطريق الوطنية رقم (3). أما المسار الثاني فهو يمر عبر النفيضة ثم القيروان قادما من تونس. و قد تمّت استشارة وطنية حول ربط ولايات الوسط والجنوب الغربي بشبكة الطرقات السيارة لاختيار المسار الأمثل. كما رفعت وزارة التجهيز لأول مرة ( من مزايا الثورة المباركة) شعار" انتهى عهد المشاريع المسقطة على الجهات " حيث انتظم مؤخرا بمقر وزارة التجهيز اجتماع إخباري تم من خلاله ضبط برنامج لعدة لقاءات مع ممثلي المجتمع المدني وكافة الحساسيات السياسية والاقتصادية من ملاحظات وانتقادات واقتراحات بخصوص البدائل الفنية الممكنة التي تضمنتها الدراسة التمهيدية الخاصة بهذا المشروع الطرقي الضخم. كما وضعت الوزارة بداية من يوم 10 أكتوبر الفارط ملفا كاملا بمضمون الدراسة للاطلاع عليه بكل من مقرات الولايات والمعتمديات والبلديات المعنية التابعة لها بالإضافة إلى الإدارات الجهوية للتجهيز والموقع الالكتروني للوزارة بالإضافة إلى استمارات ودفاتر لتدوين الملاحظات والمقترحات التي يراها مواطنو الجهات المعنية مفيدة وينبغي أخذها بعين الاعتبار من طرف الإدارة ومجمع مكاتب الدراسات. و أكدت وزارة التجهيز أن هذه البادرة الأولى من نوعها تدخل ضمن توجه جديد يقطع مع أساليب العهد البائد وينهي حقبة المشاريع المسقطة على الجهات، مشدّدة على ضرورة الإنصات إلى مشاغل الرأي العام وإعلامه بالسرعة اللازمة حول مختلف المشاريع الطرقية قبل مباشرة الدراسات المتعلقة بها للاستئناس بآرائه حتى لا تجد السلطات العمومية نفسها أمام مشاكل مستعصية نتيجة تجاهل المجتمع المدني. ودعت الوزرة من جهة أخرى إلى التعمق في مختلف الدراسات الخاصة بالتأثيرات السوسيواقتصادية والبيئية لمثل هذا المشروع وإلى انجاز الملف العقاري بالشفافية اللازمة في إطار احترام القانون وحق الملكية. هذا وقد عهدت مهمة انجاز هذه الدراسة الشاملة إلى مجمع مكاتب الدراسات بالوزارة و يمولها البنك الأوروبي للاستثمار بواسطة هبة بقيمة 4.6 م ملايين أورو (حوالي 9.2 ملايين دينار). ويصل الطول الجملي لشبكة الطرقات السيارة المزمع انجازها إلى 348 كلم منها 150 جزءا تحظى بالأولوية. و إزاء هذه "الفرصة" يعبر أهالي ومناطق المسار الأول ( الفحص - الناظور – السبيخة ثمّ القيروان) الذين تحدثنا معهم بالتعاون مع مكوّنات المجتمع المدني في الجهة عن تبنّيهم الاقتراح الأول وذلك لما يشمله هذا المشروع من مزايا تنموية عديدة على تلك المناطق المحرومة.