تنفرد نابل بطريقتها المميزة في استقبال السنة الهجرية الجديدة من خلال إعدادها عرائس السكر الجميلة الألوان و الأشكال التي تزدهر ويزداد عليها الطلب من الزوار والمهتمين بهذه العرائس وخاصة الأطفال∙ ولتسليط الضوء على هذه العادة تحولت "التونسية"الى مدينة نابل لنقل صور ومشاهد عن هذا الاحتفال الخاص وبيان طرق صنع هذه العرائس. تتميز مدينة نابل وبعض المناطق الأخرى من هذه الولاية بصناعة عرائس السكر وتختص بها كعادة لاستقبال العام الجديد دون سائر مدن البلاد التونسية فقد تحول هذا الاحتفال إلى مهرجان سنوي للتعريف بإحدى أهم العادات والتقاليد بالوطن القبلي واخذ هذا المهرجان بعدا سياحيا وترويجيا اضحى على هذه الجهة كثيرا من النشاط والحركية. أجواء احتفالية تصنع هذه العرائس وتباع في نابل مع الحلوى والفواكه الجافة طيلة الأسبوع الذي يسبق راس السنة الهجرية وهو ما يضفي حركة وحيوية في حياة المتساكنين ويرسم الفرحة على الأطفال الصغار حيث تراهم يتنقلون ويركضون بين المحلات و كل واحد منهم يبحث عن ضالته بين صفوف العرائس الجميلة و المتنوعة الشكل و الألوان و قد كانت أعينهم لا تستقر على واحدة حتى تنتقل إلى أخرى ثم تعود إلى الأولى و هكذا دواليك "آه أود أن التهمها جميعا دفعة واحدة " هكذا همس محمد الخمير طفل الثامنة من عمره لامه ∙
وتكون هذه اشكال العرائس في الغالب مجسمات تتخذ هيئة بعض الحيوانات كالأسد أو الأرنب أو الديك لتمنح للأطفال الذكور في حين يتخذ بعضها الآخر شكل الدمية "عروسة" لتعطى للفتيات∙ كما انتصبت وسط الطريق الرئيسي فرقة "العيساوية" التي قدمت عرضا تنشيطيا للأطفال الذين رقصوا ولعبوا وتعالت أصواتهم وضحكاتهم∙ طريقة صنع العرائس " إن عملية الإعداد تتطلب توفير بعض المقادير مثل مسحوق السكر والماء و ملعقة روح الليمون ثم يطبخ هذا الخليط لمدة ربع ساعة حتى ينضج السكر ويكتسب لونا ابيض ناصعا ثم يوضع في قوالب خاصة ليتخذ العجين إشكالا متعددة ويتم تلوينها في ما بعد بأصباغ صحية ذات ألوان زاهية وجذابة تستخرج من النباتات " هذا ما قاله لنا الحرفي حمزة باني الذي كان في محله لصنع هذه العرائس وهو بصدد معالجة مكعبات حلوى بيضاء يستخرجها من قوالب خشبية∙ وهنا قاطعه شيخ كبير في سن اتضح فيما بعد انه والده والذي تحدث عن ذكرياته بكثير من الحسرة حيث كادت عيناه تدمعان رغم وجود ابتسامة لم تفارق شفتاه طوال حديثه حيث قال إنه كان يجمع العلب الكرتونية الفارغة المعدة لتعليب التمور ليرصفها كقوالب لصناعة العرائس قبل أن يهتدي لاتخاذ قوالب من الجبس لا تزال تستعمل إلى حد الآن∙ وتشكل عادة صناعة حلوى السكر فسحة كبيرة للحرفيين للإبداع والابتكار والتميز في مجال اختياراشكال العرائس وأحجامها وتناسق ألوانها∙" نحن نحتفي على طريقتنا وتتواصل الاحتفالات حتى يوم راس السنة " هكذا اوضح العم مبروك والابتسامة لا تكاد تفارق شفتيه∙