صرحت المفوضة السامية لحقوق الإنسان - نافي بيلاي- أن عام 2011 كان استثنائيا في مجال حقوق الإنسان وقد بدأ مع نهاية العام الماضي بحادث لشاب فقير في ولاية "نائية بتونس". وركزت بيلاي في مؤتمر صحفي حول حالة حقوق الإنسان عقد بجنيف يوم 2 ديسمبرعلى الدور الايجابي غير المتوقع لشبكات التواصل الاجتماعي داعية إلى التواصل مع المفوضية عبرها لشرح حقوق الإنسان. وقالت في دراسة حصيلة العام ان شرارة هذا الحادث انتقلت في غضون أيام إلى تونس العاصمة "وبعد أربعة أسابيع فقط أسقطت نظاما سلطويا كان يبدو راسخا غير قابل للازالة". ووصفت التحول في تونس بأنه سابقة انتقل صداها سريعا الى شوارع وميادين القاهرة والى مدينة مصرية تلو الاخرى ومن بلد الى آخر في جميع أنحاء المنطقة لتتسع في نهاية المطاف في أشكال مختلفة في جميع أنحاء العالم. واشارت الى ان "البحث عن الكرامة تنقل بين بنغازي وتونسوالقاهرة ودرعا وبعد ذلك وان كان في سياق مختلف جدا الى مدريد ونيويورك ولندن وسانتياغو وغيرها حيث احتشد ملايين الناس لتقديم مطالبهم التي تدور حول كرامة الانسان". واوضحت بيلاي ان تلك التحركات كانت ترمي الى ازالة الغبار عن الوعد الذي قطعه الاعلان العالمي لحقوق الانسان اذ طالب المتظاهرون بالتحرر من الخوف و من الفاقة. وذكرت ان تلك المعاني تختزل جميع اصناف الحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي يتضمنها الإعلان العالمي لحقوق الانسان. وبينت ان المتظاهرين قاموا بتذكير الحكومات والمؤسسات الدولية على حد السواء بأن الرعاية الصحية والتعليم والسكن والوصول الى العدالة ليست سلعا للبيع للاقلية بل ان الحقوق مضمونة للجميع في كل مكان من دون تمييز. وذكّرت بان عام 2011 كان غير عادي حيث شهد تحول فكرة "السلطة, وانها لا تمارس فقط من قبل المؤسسات القوية في المباني الرخامية ولكن على نحو متزايد من الرجال العاديين والنساء وحتى الأطفال الذين وقفوا بشجاعة للمطالبة بحقوقهم". واكدت بيلاي ان "الآلاف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دفعوا ثمنا من حياتهم وأصيب عشرات الآلاف وحوصر آخرون او تعرضوا للتعذيب والاعتقال والتهديد لكن تصميمهم المكتشف حديثا للمطالبة بحقوقهم قد يعني أنهم ليسوا على استعداد للاستمرار في قبول الظلم". وقالت ان هذه الصحوة حملت رسالة عالمية غير متوقعة في المقام الأول ليس عن طريق الأقمار الصناعية من تكتلات وسائل الإعلام الرئيسية أو مؤتمرات أو الوسائل التقليدية الأخرى بل من خلال وسائط التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنات محققة نتائج مذهلة. وأشارت إلى أن من بين تلك النتائج المذهلة انتخابات سلمية وناجحة في تونس وتحولا تدريجيا في مصر التي تشهد أول انتخابات ديمقراطية حقيقية منذ عقود باقبال تجاوز توقعات الجميع على الرغم من تصاعد العنف في ميدان التحرير. وأوضحت المفوضة السامية لحقوق الإنسان أن شبكات التواصل الاجتماعي مثل (تويتر) و(فيسبوك) كسرت احتكار الحكومات لنشر المعلومات والرقابة واصبحنا نرى الحياة الحقيقية في النضال الحقيقي والبث في وقت وقوع الحدث. واشارت الى ان الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الانسان المقرر هذا العام سيعمل على محاولة للبناء على هذا الزخم الرائع للتغيير من خلال حملة اعلامية واجتماعية لتشجيع الناس على المشاركة في حركة حقوق الانسان العالمية. واضافت "لدينا في وسائل الاعلام الاجتماعية حملة حقوق الانسان تركز على الاعلان العالمي لحقوق الانسان وتهدف الى مساعدة المزيد من الناس على معرفتها والطلب عليها والدفاع عنها". وصرحت بان الاعلان العالمي لحقوق الانسان يحمل الرقم القياسي العالمي لأكثر الوثائق ترجمة في العالم واحتفت به موسوعة (غينيس) التي رصدت ترجمته الى 382 لغة. واوضحت "بدأ نقاش عبر الانترنات باللغات الانقليزية والفرنسية والاسبانية على شبكتي (تويتر) و(فيسبوك) وباللغة الصينية على شبكة (فايبو) لشرح مواد قانون حقوق الإنسان". واكدت بيلاي أن هذا الإقبال على النقاش الحيوي في حقوق الإنسان والإعلان العالمي لم يحدث من قبل داعية إلى المشاركة فيه.