نظمت هيئة الخبراء المحاسبين صباح اليوم بمقر الهيئة الكائن بشارع محمد الخامس ندوة صحفية تبعا للاعتداءات المتكررة المسلطة على المتصرفين القضائيين أثناء أداء المهام الموكلة إليهم. و دعا رئيس الهيئة في هذه الندوة المهنيين المنضوين تحت هيئة الخبراء المحاسبين إلى الانسحاب من مهامهم اثر تزايد المضايقات الجسدية و المعنوية التي يتعرضون إليها. و أعلن أن واجبات المهنة اقتضت من المتصرفين القضائيين تحمل عبء المسؤولية لآخر لحظة كيفما تقتضيه واجبات المهنة و لكن باستفحال ظاهرة الاعتداءات المتكررة عليهم تقرر الانسحاب و أوضح أن الأمر تعدى المشاكل الإدارية التي يمكن التوصل إلى حلها بالاجتماعات و الجلسات و طرح الصعوبات و المشاكل و لكن الأمر تعدى ذلك ليمس بالحريات و الكرامة ... و خلال هذه الندوة تقدم عدد من المتصرفين القضائيين للإدلاء بشهاداتهم اثر تعرضهم للاعتداء في اكثر من مناسبة وصل إلى حد التهديد بالقتل فقد تلقى السيد "منتصر بن منصوري" تهديدات جدية بالقتل و رغم انه تقدم إلى السيد وزير العدل بمراسلات عديدة لحمايته إلا انه لم يتلق إلى حد اليوم أي إجابة . أما السيد "جوهر تقتق" المتصرف القضائي في شركة الشاملة للتامين لمحمد بن منصف الطرابلسي فقد تعرض إضافة إلى العنف اللفظي من قبل المسؤولين السابقين لهذه الشركة إلى سرقة القرص الصلب لحاسوبه المحمول و تهديدات بالاعتداء عليه جسديا و الاعتداء على عائلته . و ابرز السيد جوهر انه حاول الاتصال بالسيد وكيل الجمهورية في أكثر من مرة إلا أن هذا الأخير رفض مقابلته و حين طلب من رئيس مركز الشرطة توفير الحماية له إلى حين وصوله إلى المحكمة رفض متعللا بعجزه عن توفير الحماية لنفسه . و أعلن السيد جوهر أن هناك عددا هاما من البنوك متواطئة إلى حد هذا اليوم مع عائلات الطرابلسي إضافة إلى البطء الشديد في إصدار الأذون من قبل القضاة . أما السيدة "نجوى بوعصيدة" المتصرف القضائي على شركة خالد القبي فطالبت بالاستقالة الفورية لجميع المهنيين و أفادت بأنها تعرضت إلى التشهير و التشويه على أعمدة الصحف و لم تجد الحماية رغم أنها تقدمت بشكايات إلى نزاعات الدولة. من جهته أعلن السيد "انيس الوهايبي" الخبير المحاسب أن القضاة يعانون من عدة مضايقات و لكنهم يملكون الحصانة التي تحميهم عكس المتصرفين القضائيين الذي لا وجهة لديهم لطلب الحماية . أما السيد "وجدي عبد الهادي" المتصرف القضائي على مركز نداء الامتياز لحرم فوزي بن علي في سوسة فقد أعلن أن نزاعات الدولة لم تساعد المتصرفين على أداء مهامهم و عطلتهم في أكثر من مرة إضافة إلى أن شركاء بن علي و آل الطرابلسي يمثلون خطرا على الحفاظ على أموال الدولة بما أن مصالحهم تقتضي منهم حماية أنفسهم و المتصرف القضائي في الواجهة . هذا و قدم المتصرفون القضائيون الحاضرون بطاقاتهم المهنية و أعلنوا استقالتهم من المهنة.