فيما لاتزال الأسباب غامضة وتحتاج لمن يطرحها باهتمام ويعالجها لازالت المؤسسات التربوية بمختلف جهات الجمهورية تعاني الأمرين بسبب الانتهاك المتواصل لحرمتها والتعدي على مكوناتها بالسرقة والتخريب وعديد المظاهر التي أطلق الإطار التربوي بسببها صيحات فزع مطالبا بالأمن والحماية لكن لا من مجيب .... حوادث يومية باتت تتكرر هنا وهناك رغم تجاوز مرحلة الانفلات الأمني و أحداث الثورة ليصل الأمر حد الاعتداء بالعنف الجسدي على المربين والمديرين هذا بقطع النظر عن العنف اللفظي الذي بات واقعا يوميا معيشا مسكوتا عنه... ظواهر بعضها قديم جديد حد المبالغة فأمام غياب الحراسة الليلية خاصة بالمدارس الابتدائية ومع تعميم قاعات الإعلامية بمختلف المؤسسات باتت سرقتها تستهوي الكثير من المنحرفين الذين طالت أياديهم الكثير من تجهيزاتها وخاصة خلال أحداث الثورة لتكون الخسائر فادحة دون أي تدخل يذكر لاسترجاعها إذ يؤكد مختصون في الإعلامية انه من اليسير التوصل إلى الحواسيب المسروقة بمجرد ربطها بشبكة الانترنات, وهو أمر بات ضروريا لتخفيف حدة خسائر وزارة التربية التي لحقت بالبنية التحتية للمؤسسات التربوية وبمعداتها خاصة المخابر وتجهيزات الإعلامية بعد 14جانفي2011 وقدرت بنحو 10 ملايين دينار. السرقات طالت بدورها معدن النحاس حيث تم تخريب شبكات الربط بالماء الصالح للشراب وقطع الأسلاك الكهربائية في عدد من المدارس مخلفة خسائر كبيرة ,هذا فضلا عن مظاهر التخريب والتي يرجعها الإطار التربوي وخاصة في المدارس الابتدائية إلى غياب الحراسة التي باتت مطلبا ملحا من أولويات وزارة التربية وواجباتها تجاه مؤسساتها التي ستكون بدورها أفقا واسعا لتشغيل عدد هام من العاطلين عن العمل. فقد استغل المنحرفون تلك الثغرة ليحولوا قاعاتها إلى أوكار سكر وعربدة وملاعب كرة قدم ومنتزهات للقاءات الغرامية ومخابئ لتعاطي الممنوعات بعيدا عن أعين الأمن... و بات مشهد علب الجعة وقوارير الخمر مألوفا في بعض المدارس وخاصة منها بالمناطق الريفية وبعض الأحياء الشعبية القريبة من العاصمة...ليصل الأمر في إحدى الاعداديات الى قضاء حاجتهم البشرية على "ميدعات " الأساتذة وكتابة كلام بذيء و جارح على جدران القاعات التي اهترأت بعض أبوابها مع مرور الزمن لتظل مفتوحة "مرتعا" للمنحرفين ...وأصحاب النفوس المريضة الذين باتوا يتلذذون بانتهاك حرمة المؤسسات التربوية... مستغلين انخفاض أسوار المؤسسات التربوية وعدم وجود الدوريات الأمنية الكافية للقضاء على هذه المظاهر... وقد اشتكى المربون أيضا من ظاهرة استغلال المنحرفين للمحيط المدرسي للقيام بترهيب التلاميذ وافتكاك أموالهم وهواتفهم الجوالة فضلا عن تحويل بعضها إلى "سوق مربحة" لترويج الممنوعات وتعليم المراهقين التدخين و"الزطلة " وغيرها من المظاهر التي تستوجب التدخل العاجل بتكثيف الدوريات الأمنية مع اخذ وزارة التربية بعين الاعتبار تخصيص قاعات للمراجعة تحمي التلاميذ من تلك المظاهر وتجنبهم شتى المخاطر المحدقة بهم. ظاهرة الأوساخ في المحيط المدرسي باتت بدورها مشكلا مؤرقا للإطار التربوي والإداري بمختلف المؤسسات التربوية حيث استغل المواطنون تراجع خدمات البلديات لتحويل محيطها إلى مصبات عشوائية تسبب التلوث والروائح الكريهة.