ماذا عن تأثيرات منع العقاب الجسدي والإداري ضدّ التلميذ؟ تونس الصباح: بالإضافة إلى ما أصبح عليه حال تلامذتنا بصفة عامة من قلة انضباط ومن مظاهر غير لائقة في السلوك والهندام والتصرف والكلام ,أثرت بدرجة كبيرة على مستواهم العلمي وخاصة المعرفي ,فان ما تشهده بعض المؤسسات التربوية من سلوك عدد من الإطار التربوي والإداري يدعو بدوره إلى القلق ويطرح أكثر من نقطة استفهام خاصة في إطار العلاقة بين المربي والتلميذ التي تتجاوز في بعض الأحيان حدودها أو كذلك فيما يتعلق بهندام وسلوك بعض المربين اللذين يخرجان لدى البعض عن الهندام والسلوك العادي المتعارفين عليهما وسط المؤسسات التربوية. وفي إطار مزيد تنظيم الحياة المدرسية وفرض الانضباط سواء على التلاميذ أو على الإطار المشرف من مدرسين وأعوان الإدارة وغيرهم , دعت وزارة التربية والتكوين كافة الإدارات الجهوية التابعة لها إلى التذكير بالمنشور الوزاري عدد 2007.06.70الصادر بتاريخ 29 سبتمبر 2007 والذي يدعو كافة الإطار التربوي من مدرسين ومدرسات وكل المربين والموظفين بالمؤسسات التربوية إلى إيلاء مظهرهم العناية اللازمة والظهور في مظهر لائق وعدم الخروج عن كل ما هو مألوف في المظهر والهندام حتى يبقى المربي المثال والقدوة الحسنة داخل المؤسسة التربوية في مظهره وهندامه وأيضا في قوله وسلوكه لما للمربي من تأثير ايجابي أو سلبي على التلميذ. منع التدخين واستعمال الهاتف الجوال وفي هذا الإطار ذكر المنشور المدرسين بالامتناع التام عن كل ما يمكن ان يمثل قدوة سيئة للتلميذ من ذلك التدخين وكذلك استعمال الهاتف الجوال أثناء سير الدروس سواء داخل الأقسام أو المختبرات أو الورشات وحتى في قاعات وساحات الرياضة وذلك بهدف تجنيب التلاميذ الانعكاسات السلبية لهذا التصرف على صحتهم وتنشئتهم الاجتماعية بالإضافة إلى المحافظة على حسن سير الدروس. ويذكر أن جميع المناشير الوزارية الصادرة منذ سنوات عن وزارة التربية منعت منعا باتا على الإطار التربوي التدخين في أوقات الدراسة ودعت إلى تجنب التدخين أمام التلاميذ حتى خارج حصص الدروس حتى يبقى المربي المثال الجيد والقدوة الحسنة لتلامذته. أما الاتصالات الهاتفية واستعمال الهواتف الجوالة داخل القسم أو في ساحات المدرسة والمعهد والتي باتت في السنوات الأخيرة ظاهرة جديدة تقلق راحة الجميع وتحدث اضطرابا داخل القسم، فمن الواجب على المربي أن يمتنع عن القيام بذلك حتى لا يكون في حرج عندما يمنع على تلامذته استعمال الهاتف الجوال عند سير الدروس وحتى يضمن لنفسه سيرا عاديا للدرس بعيدا عن التشويش وعن الضجيج المقلق لهذه الهواتف. علاقة الإطار التربوي بالتلميذ كما تمت دعوة الإطار التربوي والإداري إلى الالتزام بمقتضيات الأمانة التربوية من خلال احترام التلميذ في ذاته وفي حرمته البدنية والمعنوية بما يساعد على الاجتهاد والمثابرة وسط مناخ يسوده الحوار والاحترام المتبادل. وهو التزام نصت عليه عديد المناشير الوزارية السابقة بقدر ما التزم به الإطار التربوي بقدر ما استغله التلميذ في جانبه السلبي مستغلا منع العقاب الجسدي ومحاولات الإدارة للحد أقصى ما يمكن من العقوبات الإدارية بالدعوة إلى تجنب منح الإنذارات وطرد التلميذ من القسم حتى أن بعض الإدارات تلجأ إلى تجاهل الإنذارات الموجهة من قبل الأساتذة للتلاميذ ولا ترسلها إلى الأولياء مما يضع مصداقية الأساتذة على المحك ويدفع التلميذ إلى عدم الاكتراث بعقوبات الأستاذ الهادفة أساسا إلى ردعه وإصلاحه وفق ما ينص عليه العرف التربوي والبيداغوجي خاصة ان التلميذ بصفة عامة والتلميذ الذي يبلغ سنا معينة يبقى في حاجة الى الاحاطة والعناية مثلما هو في حاجة الى الردع والنصح وحتى العقاب.