حياة الساسة وأبنائهم في تونس كما في بقية أنحاء العالم عرضة ل «القيل والقال» والإشاعات وأحيانا حتى الاتهامات وقد تطالهم الأخبار الزائفة وقد تتناقل وسائل الإعلام وشبكات الاتصال مثل الأنترنات و «الفايسبوك» تفاصيل حياتهم و تتعقب تصريحاتهم تماما كما تتعقب عدسات «البابارازي» في أوروبا وأمريكا تحركات المشاهير سياسيين كانوا أو من أهل الفن .وإذا كان بعض أبناء رموز السياسة لا يهتمون بما يروج ولا يأخذون عناء الرد على الإشاعات والأخبار التي تطال حياة أوليائهم أو تطالهم هم فإن ما يميز سمية ابنة راشد الغنوشي انها كانت ولا تزال بالمرصاد لكل كلمة قيلت وتقال حول كل ما يمس نشاط أو حياة والدها أو أسرار العائلة بصفة عامة علاوة على ما يروج عن حركة «النهضة» من طرف أصحاب «الألسن الخبيثة» وهو ما لاحظته «التونسية» من خلال ردود سمية المتواترة في الأنترنات وخاصة عبر موقعها في «الفايسبوك» على كل الاشاعات والاخبار المغرضة التي تحاول بطريقة أو بأخرى التشويش على العائلة او «النهضة» ان لم تحاول احيانا النيل من سمعتهما لأتفه الاسباب. في تحد واصرار واضحين على التصدي الى كل الاساءات وتعقب اصحابها في المحاكم اذا لزم الامر هددت سمية على صفحتها بالفايسبوك محترفي ترويج الاخبار الزائفة قائلة: «ليعلموا اننا تعقبنا أعرق وأكبر الصحف في بريطانيا وألمانيا وإيطاليا كانت تتلقى أموالا ودعما لتشويه النهضة وقياداتها فأفلس بعضها واضطر بعضها للإغلاق تحت طائلة هذه المحاكمات". وتوعدت سمية الغنوشي بعض الأفراد والصحفيين ممن وصفتهم ب «الأفاكين» لإستباحتهم أعراض الناس وممارستهم الكذب دون قيود مهنية أو أخلاقية على حد تعبيرها بالتعقب قضائيا بلا رحمة. وفي حوار قام به الصحفي سمير الوافي مع راشد الغنوشي وتم بثه على قناة حنبعل كرر سمير الوافي كلمة «التحرر» وقال في سؤال للغنوشي: «هل بناتك متحررات؟» وردت سمية بما يلي: «قد لفت انتباهي تكرار كلمة «التحرر» في غير موضعها ويبدو أن الوافي لديه إلتباس وخلط شديد بين مفهومي التحرر والتفسخ والجواب إن كان يقصد بالتحرر حالة التيه والضياع الوجودي والأخلاقي الذي يتسم بها الكثير من الشباب التونسي «فنحن قطعا لسنا كذلك» أما إذا كان يقصد بمعنى التحرر إستقلالية الرأي والثقة في النفس فقد أنشأنا والدي لنكون كذلك ...وكان بيتنا عامرا لا يخلو من الحوارات والنقاشات الساخنة يشارك فيها الصغار والكبار ندا للند. لم نكن نتهيب من التعبير عما يدور في رؤوسنا الصغيرة وما يختلج في صدورنا وكان والدي يصغي إلى أفكارنا البسيطة بكل لطف ورحابة صدر..." وختمت سمية: «علّمنا والدي الكثير وأهم ما علمنا أن الإسلام يعادل الحرية وكل ما هو جميل وإنساني . لقد عشنا إسلامنا بحرية مثلما عشنا حريتنا بإسلامنا ." ويبدو أن سمية الغنوشي تهتم أيضا بما يروج على المواقع الإجتماعية وقد ردت على بعض المواقع التي تحدثت عن سفر الغنوشي إلى دافوس على نفقة الحكومة وكتبت «تختص كثير من المواقع والصفحات على «الفايسبوك» في تلبيس الحقائق واختلاق الأكاذيب ونشر الأخبار الزائفة التي لا صلة لها بالواقع وآخر ما جاد به خيال هؤلاء أن والدي سافر إلى «دافوس» على نفقة الحكومة وهو الذي لم يسافر في حياته قط على نفقة هذه الحكومة أو سابقتها لا إلى دافوس ولا إلى غيرها ولم يتلق منها مليما واحدا ويصر على الركوب في الدرجة السياحية كغيره من أبناء شعبه." وأضافت سمية: «لم يكتف هؤلاء بتسفير والدي على نفقة الحكومة'بل سفروني أنا أيضا إلى «دافوس» بمعية زوجي وأسكنوني فندقا فارها بخمس نجوم والحال أني لم أحضر «دافوس» أصلا ولم أسافر مع زوجي.» وختمت "لقد اعتدنا على أكاذيبهم المزرية التي لا تنطلي على أحد وما المروجون الا حفنة رثة من الفاشلين الخائبين المفلسين؟" ولم تكتف سمية في ردودها على ما تكتبه بل هناك تصريحات على «الفايسبوك» توجهت بها إلى فئة تستعمل «النهضة» كفزاعة وقالت: «النهضة» نابعة من أعماق المجتمع وحسب الخبراء تعتبر «النهضة» في طليعة المجتمع الإسلامي ولكن هناك من يصورونها على أنها خطر وتهدد نمط الحياة". وقالت أيضا : «هناك من يصور الإسلام على أنه انغلاق وسلبية فإن كان إسلامكم هكذا فهو ليس إسلامنا، إسلامنا كل ماهو إنساني ونافع ومفيد وهو مرادف للعدالة والعزة والإبداع". وتوجهت سمية برسالة إلى من يتحدثون بإسم الحداثة وقالت: «من يعتقد احتكار الحداثة فهذا وهم فلا تناقض بين الإسلام والحداثة ولتعرف أية جهة تعتقد امتلاكها لحقوق المرأة والنطق بإسمها أن لا أحد فوضها لذلك". وفي ردها على الإشاعات قالت سمية : «سأتتبع قضائيا كل من ادعى أن والدي منح شقيقه رخصة «ماكدونالد» والحال أن كل أشقائه متوفون" وهددت بمقاضاة أستاذ القانون منذر بلحاج على خلفية ما صرح به لقناة «نسمة» الفضائية حول مشاركة زوجها في ندوة لحلف شمال الأطلسي. والمتتبع لردود سمية الغنوشي على «الافاكين» كما يحلو لها تسميتهم يلاحظ انها تقف كالجندي الساهر على الرد على كل رصاصة تأتي من العدو وهي تتعامل مع المشككين ومروجي الأخبار الزائفة بلهجة حادة أحيانا وبلغة لا تخلو من التهديد في حالات كثيرة فتكذب بعض الأخبار وتتهكم على أخرى وهو ما جعلها تتلقى عديد التعليقات بين مساند لها ومتهجم على ما تقوله الى درجة ان شهرتها فاقت شهرة أخواتها او اي فرد من عائلتها وهو ما دفع البعض إلى التساؤل عن سبب إصرارها على الرد على المشككين؟ فهل غايتها تلميع صورة العائلة أم التمهيد للظفر بمنصب سياسي .؟