قد نغالي قليلا إذا قلنا إن الحركة لم تكن عادية بمدينة الكاف وبقية المعتمديات بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. فعلى غير العادة لم تشهد محلات بيع الفواكه الجافة ازدحاما كبيرا وربات البيوت لم يعشن حالة الاستنفار المعهودة في سائر مدن البلاد وأغلب من سألناهن أكدن أن «العصيدة العربي» كانت سيدة المائدة هذه المرة إذ لا مجال يسمح بإعداد «عصيدة الزقوقو» والتفنن في استعمال أنواع الفواكه الجافة التي من شأنها أن تثقل ميزانية العائلة في زمن تحرص فيه العائلات على ادّخار الفلس الأبيض لليوم الأسود. أما في الأرياف فعصيدة «الزقوقو» لم تغز البيوت بعد بل إن «العصيدة العربي» سجلت حضورها كالعادة بامتياز لأنها سريعة التحضير وزهيدة التكاليف وأكثر من ذلك «فيها البركة» كما يقول الأجداد . ولعلّ ما شدّ انتباه العديد من المواطنين هذا العام هو عودة الأنشطة الدينية إلى وضعها الطبيعي في كل جوامع ولاية الكاف فضلا عن تنظيم المسابقات في تلاوة القرآن الكريم. وجدير بالتذكير أن جهة الكاف و خاصة ساقية سيدي يوسف تعد من أبرز مناطق إنتاج «الزقوقو» وتعد الغابات المحيطة بها من أهم المواقع الشهيرة بكثافة أشجار الصنوبر الحلبي.