منذ الساعة الثامنة صباحا بدأت الحركة حثيثة في مدخل المدينة العتيقة بسوسة و فتح الجامع الكبير أبوابه و تصاعدت فيه الحركة لاستقبال الداعية المصري " وجدي غنيم " لإلقاء محاضرة دينية بين أنصاره الذين توافدوا من كل حدب و صوب حتى ضاق بهم المسجد و انتصبوا خارجه يتابعون المحاضرة عبر مكبرات الصوت . و في حدود الساعة منتصف النهار تجمع عدد هام من نشطاء المجتمع المدني و السياسي الجهوي رافعين لافتات ضمنوها رفضهم لهذا الداعية باعتبار تطرف فكره و دعواته إلى مريديه بإعلان الجهاد و تكفير الناس و تحليله لختن البنات دون محاولة منع الاجتماع ، غير أن بعض القائمين على هذه التظاهرة رأوا في هذه الوقفة الاحتجاجية استفزازا لهم فقدمت مجموعة منهم و هاجموا المحتجين و مزقوا لافتاتهم و دفعوهم بعيدا على المكان مستعملين العنف المادي و اللفظي متهمين المحتجين بالكفر و الإلحاد على مرأى و مسمع من قوات الأمن التي كانت موجودة على عين المكان و التي لم تحرك ساكنا في اتجاه فرض القانون . و قد طال المنع و الدفع حتى مراسلي بعض الصحف . و قد عبر المحتجون للتونسية عن استيائهم العميق من مواصلة استغلال بعض الأطراف ( السلفية ) للمساجد و تسخيرها لتجييش الناس لأغراض سياسية كما عبروا عن تمسكهم بالوحدة التونسية التي يحاول حسب تعبيرهم هذا الداعية ضربها ببث جذور الفرقة و التباغض بين التونسيين على أسس دينية . كما عبروا عن تمسكهم بالمكاسب الحداثية للمجتمع التونسي و التي تمثل أفكار " غنيم " تهديدا صارخا لها . كما علمت التونسية أن عديد الجمعيات و الأحزاب عقدت مباشرة بعد هذا العنف اجتماعا مشتركا لتدارس الوضع و إصدار بيان مشترك .