تم صباح اليوم إيقاف مدير جريدتنا ورئيس تحريرها بتعلة نشر صورة مخلة بالأخلاق الحميدة. مع العلم أن الصورة لم تكن معزولة عن الخبر الذي رافقها بل كانت المؤكدة للخبر، خاصة وأن الأمر يتعلق برياضي تونسي الأصل... ومنذ صدور «التونسية» لم تبحث عن الإثارة على غرار عديد الصحف التي تعتمد تأثيث المنوعات بصور معينة.. المسألة أخذت أكثر من حجمها خاصة وأننا منذ الاستقلال لم نشهد حالة «إحالة مباشرة» على عمل اعلامي وخصوصا من أجل صورة لا نعتقد أنها تهدد أمن البلاد أو تدعو الى البغضاء والكراهية. هناك قضاء نثق في عدالته وإحالة مدير الجريدة ورئيس التحرير مباشرة غريبة وغير معقولة وان كان البعض يحاول تسييس هذه الحادثة فان هذا لا يخدم الاعلام ولا الساسة ونعتبرها تهديدا ليس ل «التونسية» فقط وإنما لكل المحامل الاعلامية ومحاولة لدفع الاعلاميين الى الاصطفاف. وللعلم فإن الصورة فن من الفنون وقد نختلف في توصيفها... ومن حق أي فرد أن يخرج باستنتاجه والمسؤول الذي يحرص على التنميط يضع رجله على درب الدكتاتورية وهذا ما سمعناه على لسان وزير الثقافة عندما تحدث عن المهرجانات... جريدة «التونسية» حديثة العهد ولكنها بدأت كبيرة وستبقى كبيرة بالشباب العامل فيها وبرؤيتنا لتونس ما بعد الثورة، دولة ديمقراطية فيها الاختلاف ويجمعنا حبنا للمهنة وحرصنا على تونس... وعلينا جميعا بث إشارات الأمل لا إشارات الغلق والانغلاق... ونؤكد مؤازرتنا لمدير الجريدة ولزميلنا رئيس التحرير وإيماننا بعدالة القضاء... وحرصنا على توسيع مساحة الحرية والقطع مع تجريم الصحفي من أجل صورة لأن هذا يرسل للجميع صورة مشوهة عن وضعنا الجديد...