متى أرى شماريخ الفرح في سمائنا.. ؟ متى أرى وطني يلمّ شتاته ويتعافى من التشظي..؟ متى تعود جحافل العصافير الى الشارع الكبير..؟ متى يتوقف خوفي منّي.. ؟ متى يتوقف توجسي من جاري..؟ وجوه أعرفها وتشبهني ولكنها لا ترد السلام لأني أصلا لم أبادر بالسلام.. أمّنا شحّ حليبها وصار ثديها ينزف دما.. ومع ذلك يتواصل استهداف سيارات الاسعاف.. مثل الحيتان ننتحر على صخور العناد والتعنت وفي كل يوم تزيد القلوب تصحرا لتنمو فيها أشواك الأنانية.. في كل يوم نبني أسوارا جديدة عازلة للصوت بين الأخ وأخيه في الدين والوطن.. من أصواتنا تصنع أعواد الكبريت ليحترق الأكسجين ونموت ألف مرة ميتة الأغبياء.. من الاقصاء والإقصاء المضاد يتسلل الحقد وتتسلل الضغينة.. عراك على احتكار القيم ينتهي بقتل القيم.. ولانسميها شهيدة.. والدليل أنها تداس تحت أرجل المتخاصمين.. هل ضقنا بالوطن أم ضاق بنا الوطن؟.. كم أحلم بتنظيم اعتصام عن الكلام ليوم واحد.. صيام عن الكلام يصفّي الأذهان ويعيد ترتيب الأولويات ويحدد مسافات الأمان.. يا ليتني كنت شيخا يفسر الأحلام.. أزرع فيها الورد وانتزع الألغام.. ثم أنام على الجنب الذي يمنحني السلام.. ولكن هذا غير متيسر لمن مهنته بل محنته الإعلام.. !