أكد كل المتابعين للشأن النقابي نجاح التجمعات العمالية والمسيرات التي نظمتها الاتحادات الجهوية للشغل بكل من سوسة ونابل والقيروان خلال هذا الأسبوع وكل الأنظار ستتجه الآن إلى التجمع العمالي الذي سينظمه الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يوم الأحد القادم لمعرفة تأثير هذه التجمعات على أداء الحكومة . الشعارات التي تم ترديدها تؤكد أن الرسالة كانت موجهة إلى حزب حركة النهضة اكثر مما هي موجهة إلى الحكومة ككل .. . ولئن وقعت عدة مساعي لتخفيف التوتر بين الجانبين سواء من طرف مصطفى بن جعفر أو احمد بن صالح فإن اتحاد الشغل مازال موقفه واضحا مما وقع له من اعتداءات والدليل الذي نكشف عليه لأول مرة أن قيادة الاتحاد رفضت عقد اجتماع اللجنة العليا مع أعضاء من الحكومة في القصبة وخيرت أن يكون بمقر وزارة الشؤون الاجتماعية وهي رسالة أخرى وجهتها القيادة إلى حزب حركة النهضة بشكل غير مباشر وهي أن القيادة النقابية مازالت تريد من الحركة موقفا واضحا مما حصل من أحداث خلال الأسبوعين الأخيرين . ولعل الحضور الكبير للعمال والنقابيين ومكونات المجتمع المدني في كافة التجمعات والمسيرات دليل على أن قيادة الاتحاد وجهت رسالة واضحة للحكومة ولحزب حركة النهضة بالخصوص وهي أنها متمسكة بإستقلالية قرارها النقابي وضد المس بحرمة مقراتها. فهل تعود العلاقات بين الطرفين إلى طبيعتها قبل التجمع المنتظر في صفاقس خصوصا وأن لقاء منتظرا هذا الأسبوع سيجمع بين الجبالي والعباسي سيحدد المرحلة القادمة بين الطرفين.