في حوار خصّ به جريدة «الشروق» الجزائرية حذّر التونسي أبو عياض وهو أحد أقطاب السلفية الثلاثة من التعرض للشباب السلفي والتضييق عليه قائلا إن شباب السلفية الجهادية الذي ينتمي إليه اختار «العمل في العلن، فلا تدفعوا بالشباب للعمل في الخفاء، لأن العمل في الخفاء سيمتد خطره على الجميع»، ونفى أن يكون قد دعا لإقامة إمارة سلفية، أو إلى استخدام العنف كمنهج أو حمل السلاح، موضحا أن هدفهم «التصالح مع ديننا والاحتكاك بالشعب»، مضيفا أن تياره لا يلغي الجهاد بهذا المنطق، لكن للجهاد أسبابه. وعن انطلاقته قال إنّه كان يرتاد المساجد منذ كان عمره أربع سنوات وأنّه كان يميل للتيار السلفي منذ كان شابا صغيرا وقد خاض في ذلك تجاربَ بالخارج لكنّه عاد إلى تونس قسرا، بعد إلقاء القبض عليه في تركيا في مارس 2003 في إطار حملة ضد ما يعرف ب«الإرهاب العالمي» وأفاد أنّه قضى 8 سنوات في السجن، ثم خرج بعد الثورة ليجد نفسه مجبرا حسب قوله على أن يكون موجها للشباب السلفي، ومدافعا عن منهجه في تونس. أمّا عن تعريفه للسلفية فقد عرّفها بمصطلح حق يراد به باطل، أي أن من ينتمي إليها يستقي دينه من منهج السلف الصالح الذين شهد لهم النبي بالمرجعية، لكن ذلك لا يعني أنه لا فضل للآخرين وأوضح أنّ السلفية اليوم صارت سلفيات: منها العلمية والجهادية والسياسية وحتى الإصلاحية، أما الموجودة في تونس فهي سلفية جهادية، وهي التي ينتمي إليها. وأضاف أبو عياض أنّ الكثير يقولون إن مصطلح «الجهادية» من صنع المخابرات الأمريكية، لكن ذلك ليس صحيحا باعتباره مصطلحا استخدمه الكثير من العلماء والمشايخ التابعين لهم في كتاباتهم ومؤلفاتهم. وبخصوص رفضهم الدخول في العملية السياسية كما دعاهم إليها راشد الغنّوشي أكّد أنّه لا يجب الخلط بين الأشياء مشيرا إلى أنّ تصريح السيد راشد الغنوشي القائل: «هؤلاء أبناؤنا ويجب احتواؤهم، وإخراجهم من صندوق الذخيرة إلى صندوق الديمقراطية..» فيه مغالطات، ملاحظا أنّ الغنوشي يعلم أنّه لما خرجوا من السجون، خرجوا بقناعة وأحكام واقعية، مفادها أنّ العمل في تونس ليس ماديا،قائلا: «إنّ تونس أرض دعوة.. خرجنا للناس ووزعنا الآلاف من المطويات التي تدعو للصلاة والعفة والحجاب والأخلاق الكريمة، دخلنا المساجد، واقتنعنا بعد ما يسمى بالثورة على حدّ تعبيره بأن ندعو بعيدا عن العنف، بل بالرحمة.. صحيح أننا لا نلغي الجهاد، لكن للجهاد أسبابه»، وأضاف: «خلوا بيننا وبين الناس، نحن نريد إغاثة المحتاجين، العمل الخيري..». أمّا عن أعمال العنف فقال إنّه تمارس عليهم حملة مضادة من قبل الإعلام الذي يصوّرهم دائما على أنّهم جماعة عنف. أمّا عن قضية تأسيس إمارة سلفية فأشار إلى أن قضية «إمارة سجنان» غير صحيحة أراد منها الإعلام أن يصور أنهم يريدون تطبيق الشرع بقوة وبوحشية، و أضاف أنّ الإمارة الإسلامية لا تقام بعشرة أنفار خاصة وأنّهم يعدّون بالآلاف و أوضح أنّ القضية ليست قضية إمارة إسلامية ولا قضية عنف ولا حمل سلاح بل هي قضية تصالح مع الدين والاحتكاك بالشعب الذي غيّب عن دينه لعقود وأضاف أن هناك من يريد أن يحرف المسار بهم إلى ما يسمّى ب«العنف». وأكّد أنّ السيد راشد الغنوشي وغيره يعرفون أنهم اختاروا سبيل الدعوة ومقارعة الحجة بالحجة، و انّ «الجعجعات» التي تحدث من حين لآخر، تدحض من قبل الشعب وبعض رجال الإعلام والسياسيين الذين يعتبرهم مخلصين لعملهم. وفي الأخير عبّر عن امتعاضه من مشروع المرسوم الرئاسي، الذي دعا إليه المرزوقي والداعي إلى تجريم التكفير. وحول علاقة تنظيمه بتنظيم القاعدة قال: «لا نخشى في الله لومة لائم، نسأل المولى لهم التوفيق، ونبارك أعمالهم في الدفاع عن الإسلام والمسلمين، ومقارعة الغرب في محاولته تركيع الأمة، ولقد خرجنا إلى العلن، وصلينا صلاة الغائب يوم مقتل أسامة بن لادن».