عقد أول أمس السيد طارق البشراوي صاحب قناة «تلفزة تونس الأولى» ندوة صحفية بمقر المؤسسة سلط فيها الضوء على العوائق التي حالت دون انطلاق البث الرسمي للقناة لعل أبرزها هو عدم منح الهيئة العليا لإصلاح الإعلام والاتصال التاشيرة القانونية للقناة التي تخول لها العمل في كنف القانون. وفي بداية حديثه أكد البشراوي أن البث التجريبي للقناة انطلق منذ ثلاث سنوات وقال إنه رغم المحاولات العديدة التي قام بها للحصول على الترخيص القانوني للبث فإنه كان في كل مرة يصطدم بالمماطلة من قبل الهيئة العليا لإصلاح الإعلام. وقال صاحب القناة «هناك عراقيل ذات خلفيات سياسية تفتقر لكل سند قانوني تهدد استمرارية القناة ومثل هذه الممارسات التي نستغرب دورها من جهات مسؤولة تهدد أكثر من أربعين مورد رزق بين صحفيين وتقنيين وأضاف البشراوي «لا يوجد سبب واضح لرفض الهيئة مدنا بالترخيص اللازم في الفترة الفارطة بل على العكس دخلت شخصيا في مواجهة غير مبررة مع لجنة تقصي الحقائق إذ أشارت إحدى فقرات تقريرها إلى أني لا أمثل قانونيا جمعية CFTOMG والحال أنني رئيسها الفعلي وهي مسجلة بالرائدين الرسميين التونسي والفرنسي وأنا أستغرب بشدة تجاهل الهياكل المعنية للاشكالية الأساسية وما تعانية تلفزة تونس الأولى من صعوبات والتمسك بإثارة مشاكل نعتقد أنها ثانوية». وصرح صاحب القناة قائلا: «في الفترة الأخيرة قمت باتصالات مكثفة بالعديد من الأطراف الحكومية لتذليل هذه الصعوبات ورغم التطمينات والوعود التي تلقيتها من الحكومة لتذليل هذه الحواجز فإن الوضعية لم تجد طريقها إلى الحل بل ازدادت تعقيدا خصوصا أن السيد كمال العبيدي رئيس هيئة الإعلام أفادني بأن مهام الهيئة قد انتهت وأن الأمر أصبح اليوم من مشمولات الحكومة ولم يعد له أي دخل في الموضوع و«قررت الهيئة رفض ملفنا». ولاحظ البشراوي أن الساحة الإعلامية الوطنية تشهد اليوم ظهور قنوات تلفزية جديدة معترفا بها ضمنيا والحال أن «قناة تونس الأولى» انطلقت في البث التجريبي منذ 3 سنوات كما تملك مكاتب واستوديوهات متطورة وتقوم بتغطية الأحداث في كل الجهات». وأضاف: «على الرغم من الصعوبات التي تعترضنا فإن الفريق العامل في القناة قام بتغطية الفيضانات التي اجتاحت الشمال الغربي مؤخرا كما تقدم القناة مادة إعلامية تتضمن حوارات مع عديد الشخصيات السياسية والحقوقية إلى جانب اهتمامها بالشأن الثقافي والاقتصادي فضلا عن ضمان مواطن شغل جديدة تناهز 120 موطنا بمجرد أن تفتح القناة أبوابها رسميا». وفي نهاية حديثه أكد البشراوي ثقته في القوى الحية والضمائر الحرة صلب جميع مكونات المجتمع التونسي ومساندتها لمطلب القناة المشروع وطالب صاحب القناة برفع هذا «الكابوس» المسلط على «تلفزة تونس الأولى» التي اختارت أن تكون صوت الشباب والصورة العاكسة لأحلامهم وتطلعاتهم.