يعتبر المنجي بحر الرئيس السابق لنادي حمام الأنف من أبرز الأسماء التي أثثت المشهد الرياضي في تونس وتحديدا كرة القدم في العشرية الأخيرة, عرف بأسلوبه الساخر ونقده اللاذع لكل ما يحيط بكرة القدم التونسية وهو ما جعله يحتل مكانة خاصة في قلوب الرياضيين...عن صراع الانتخابات المرتقب في جامعة الكرة وعن فريقه السابق حدثنا المنجي بحر فكان هذا الحوار التالي: أين اختفى المنجي بحر..؟ أنا موجود والحمد لله, ابتعدت قليلا عن عالم الكرة وتفرغت لمشاغلي الشخصية ,يكفينا ما جنيناه من كرة القدم, لنترك المجال للوجوه الجديدة على حدّ تعبير البعض... كنّا نترقب دخولك معمعة الانتخابات الجامعية لكنك لم تفعل ذلك... صحيح, كنت أنوي الترشح إلى انتخابات الجامعة التونسية لكرة القدم المرتقبة لكنه تعذر علينا ذلك بسبب ضيق الوقت وعدم وجود أسماء قادرة فعلا على اقتحام غمار المنافسة. المنجي بحر يريد قائمة تنافسية متماسكة تقدر على حصد الإجماع والفوز بأغلبية الأصوات وليس لمجرّد المشاركة. لكن كان أمامك متسع من الوقت خصوصا وأن صراع الانتخابات بدأ منذ الموسم الفارط وكنت عبّرت حينها عن استعدادك للمشاركة... الجدل الكبير الذي رافق عمل المكتب الجامعي الحالي والحديث عن الشرعية وما شابه ذلك والظروف التي رافقت مسيرة المنتخب والنشاط الرياضي في تونس بصفة عامة جعلنا نطوي صفحة الانتخابات أمام إصرار الأعضاء الحاليين على البقاء.ثم إن الاسماء التي تعتبر قادرة على خدمة الكرة التونسية تفرّقت على عديد القائمات وهذا ما افقدها قوتها و أهميتها وهذه من مساوئ الديمقراطية الجديدة التي نريد ان ننتهجها والتي أضرت بالكرة التونسية.هذه العوامل دفعتني للانسحاب... ألم تفكرّ في الانضمام الى إحدى القائمات الأخرى المتنافسة..؟ هناك من اقترح عليّ ذلك وطلب منّي الانضمام الى قائمته لكنّي رفضت ذلك... وما رأيك في القائمات الأربع التي قدمت ترشحها...؟ لا توجد أية قائمة قوية أو متماسكة جميعها تعاني عديد الثغرات,كان من الأجدر أن تجتمع هذه الكفاءات في قائمة واحدة يكون النفع من ورائها أفضل بكثير مما سنكسبه من خلال انتخابات تصعد على إثرها القائمة الأقل سوءا... هناك من نادى بسدّ المنافذ أمام عودة الوجوه القديمة والتي سبق وان فشلت في التسيير لكن مع ذلك نلاحظ ان القائمات الأربع تضم أسماء هي ذاتها التي كانت تؤثث المشهد الرياضي في تونس... من غير المقبول ان نوصد الأبواب في وجه أناس خدموا الكرة وقدموا أقصى ما عندهم لا لشيء سوى لأن الجميع يطالب بالتغيير وكأن سياسة الإقصاء هي التي ستخرج كرتنا من النفق الذي ولجته.الإقصاء ضد مصلحة تونس والغريب ان المصلحة الوطنية هي دائما آخر اهتماماتنا...طالما اننا ننادي بالديمقراطية لماذا لا نترك للصناديق حقّ الاختيار...هناك من خشي من عودة علي الحفصي الجدّي وهذا غريب حقّا, الحفصي قد لا ينجح مرّة أخرى وهذا أمر طبيعي لكن إذا كانت الأندية في صفه لماذا نحرمه ونوصد في وجهه الأبواب؟ هل هذه هي الديمقراطية..؟ هل صحيح ان وزارة الشباب والرياضة مارست ضغوطات على الصراع الانتخابي لتحويل مسار الانتخابات..؟ هناك أمور غير عادية حصلت ولا فائدة في الحديث عنها أو العودة إليها لكن بالنسبة لمنجي بحر هناك من يخشاني لأنه يعرف أنّي «حوت كبير» يصعب هضمه لذلك يتجنبون الحديث عنّي أو الزجّ بي في هذا الموضوع...المنجر بحر لم يكن يوما تجمعيّا لكن بعضهم يحاول توريطي للتشويش عليّ رغم أن التجمعيين الحقيقيين في مأمن تام... هناك وجوه تجمعيّة للنخاع و ب«كوارطها» ركبت على الثورة وعلى سطح الأحداث وترشحت من جديد كرؤساء قائمات مع ذلك لم يتكلم أي أحد ولم يتحدث عن الإقصاء أو ما شابه ذلك...هذا هو «التخلويض» بعينه... هل تعتبر الرياضة مسيّسة إلى حد الآن..؟ كرة القدم في تونس انتهت وعليها رحمة الله, وهذه القائمات لن تستطيع فعل أي شيء لأن فاقد الشيء لا يعطيه. لماذا كل هذا التشاؤم..؟ ليس تشاؤما بقدر ماهو حقيقة, هل يعقل أن يحدد تاريخ الانتخابات في ظرف عشرة أيام؟ هل يعقل ان تجهز القائمات والبرامج الانتخابية في ظرف أسبوعين؟ هل يعقل أن تغادر بعض الوجوه من الباب وتعود من الشباك...؟ وماذا تقترح لو كان القرار بيدك الآن...؟ يلزم مراجعة موعد الانتخابات الجامعية وتحديد تاريخ جديد يضمن مشاركة كل الوجوه الفاعلة في المشهد الرياضي, يجب ان نفسح المجال أمام جميع الراغبين في اقتحام غمار المنافسة ولندع الكلمة الفصل للمقترعين ولقانون الصناديق...هم يخشون المنجي بحر لانهم يدركون انّ الجميع يحبّني وأني سأفوز لو خضت غمار الانتخابات...للأسف هذه انتخابات على المقاس وهذا ما يؤلمني حقا... لنقفل قوس الانتخابات, ماذا عن حمام الانف...؟ "الهمهاما" هي دائما نفسها, تختلف العناوين لكن يبقى نفس المضمون...دائما ما تكون انطلاقتنا صعبة في بداية الموسم لكن أعتقد ان الفريق سيستعيد ثوابته وسينسج على منوال المواسم الفارطة, أنا لا أخشى على فريقي لأني أعرف حقيقة إمكانياته, للأسف نحن بصدد تقديم كرة قدم جميلة لكن النتائج لم تكن في صفنّا...ما يثير استغرابي حقيقة هو ان الصحافة «كلاتلي قلبي» عندما كنت رئيس الفريق في حين ان الهيئة الحالية نائمة في العسل مع ذلك لم يتحدثوا عنها ولو بمجرد الهمس...