فوج المرحوم علي الزواوي للكشافة التونسية بمدينة حاجب العيون إحدى المنظمات العريقة بجهة القيروان وذلك بشهادة الشاعر الراحل منوّر صمادح الذي ذكر في مذكراتهّ أنه انخرط به سنة 1948 حين قادته الظروف للإشتغال بعدّة وظائف بهذه المدينة التي ساهم فوجها للكشافة في تخرّج نخبة محترمة من القادة أبناء الجهة الذين حملوا على أكتافهم العديد من الشارات المختلفة ( ابتدائية وتمهيدية وشارة خشبية وأهلية ودولية ) والذين ساهموا من موقعهم في مزيد التوعية والتبصير وخدمة الناشئة على غرار كل من السّادة الحبيب شريط وابراهيم السّحاري وعزالدين النقازي والناصر السباعي وسمير الشمنقي. ولكن السنوات الأخيرة شهدت فراغا كاملا في نشاط الفوج الذي عرف تقطعا واضحا في استمراريته وآدائه وذلك لعدّة أسباب لعلّ أبرزها يعود بالأساس الى تورّط «البعض» من القادة السابقين في ممارسات غير مسؤولة إضافة الى غياب الدعم المادّي والمعنوي المنشود للأخذ بيد هذه المنظمة العريقة من أجل تنفيذ برامجها التربوية الى جانب غياب ناد قارّ يمارس فيه منخرطو الفوج أنشطتهم وذلك تواجد ثلة من القادة الشباب الذين يعملون من موقعهم بكل جهد على إعادة الاعتبار لهذا الفوج على غرار كل من القادة عبد الوهاب بلهادي والأزهر السباعي وعثمان العيادي ورحاب السباعي الذين تحرّكوا بكلّ ثقلهم في محاولة لتذليل العديد من الصعوبات حيث كان لهم اتصال مباشر بالسيد ناجي الزايدي مدير المعهد الثانوي علي الزواوي بحاجب العيون الذي فتح لهم أحضانه وراهن على طموحاتهم المستقبلية فأتاح لهم فرصة للتلاقي والتكوين القاعدي من خلال تمكينهم من فضاء تربوي يمارسون فيه تدريباتهم مرة واحدة في الأسبوع. ويبقى مشكل الفوج قائما نظرا لافتقاده للأزياء الخاصة والتي من شأنها أن تعطي الهيبة والاحترام لجموع المنخرطين والذين يتجاوز عددهم المائة فرد يتوزعون على مختلف الوحدات (أشبال وزهرات وكشافة ومرشدات وجوّالة ودليلات) مع اضافة وحدة للعصافير التي تضمّ بمفردها حاليا أكثر من 17 منخرطا لا تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات هم اليوم واكثر من أي وقت مضى ينتظرون لفتة كريمة للأخذ بأيديهم وإتاحة السبل الكفيلة لهم بالانخراط الفاعل داخل المنظمات التربوية الهادفة لإعداد جيل متحفز للتطوع وخدمة المجموعة الوطنية. وهم اليوم يطمحون الى تمكينهم من أحد الفضاءات بدار الثقافة لمواصلة أنشطتهم في انتظار أن تتحرّك الجهات المسؤولة لمساعدتهم على توفير ناد قار يمارسون فيه مختلف أنشطتهم الكشفية.