لم يكن اشد المتفائلين امس من مسؤولي و احباء مستقبل القصرين ينتظرون ان يحقق فريقهم في غياب 11 لاعبا من ابرز عناصره و يعتبرون انفسهم نجومه المدللين انتصارا عريضا على ضيفه الاولمبي للنقل بثلاثية كاملة .. بل ان المدرب الجزائري مصطفى كيوة الذي التقيناه على حافة الميدان قبل دقائق من انطلاق المباراة اثناء قيام ابنائه بالحركات التسخينية وجدناه يرتعش خوفا من نتيجة اللقاء و قال لنا انه منشغل كثيرا بمآل المباراة لان الشبان الذين عول عليهم لم يلعبوا سابقا مع بعضهم و تنقصهم الخبرة بمقابلات الرابطة الثانية .. لكن حقيقة الميدان كانت مخالفة لكل التوقعات فشبان النادي بتاطير و قيادة من القيدوم صابر الطرابلسي و توجيه من الممرن كيوة و مساعده فاروق الجنحاوي و دعم من الاحباء القليلين الذين سمح لهم بمتابعة اللقاء قدموا مردودا متميزا و امطروا شباك منافسهم بثلاثة اهداف كاملة و خرجوا بفوز عريض عجز المنتدبون بعشرات الملايين الذين اضربوا عن التمارين و رفضوا اللعب عن تحقيقه ليصدق عليهم القول " يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر " فشبان مثل الحارس وسام الساهلي و ابراهيم النصري و راغب البناني و اسامة الميساوي و سليم الجامعي و راغب الدخيللي و حسام قماطي الذين لعبوا امس قادرون لو يتم منحهم الثقة و تشجيعهم ماديا و معنويا على تعويض نجوم الورق المتمردين و مواصلة بقية المباريات بكل تالق و تخليص فريقهم من مساومات حمودة المعمري و مجموعته التي تكررت عديد المرات و وصلت الى حدود غير مقبولة بالمرة رغم كل المبررات التي قدموها لان رفض اجراء مباراة رسمية و الهروب قبلها بيوم و غلق الهواتف الجوالة لاجبار الفريق على الانهزام بالغياب فوق ارضه او تلقي هزيمة ساحقة مثلما كانوا يخططون تصرف بعيد كل البعد عن الاحتراف و الاخلاق الرياضية .. و لكن حساباتهم كلها سقطت في الماء و جاء الفوز العريض بتشكيلة شابة ليمثل صفعة لهم لن ينسوها و لن تخلف لهم الا غضب و احتقار احباء النادي و مسؤوليه .