تسارعت الأحداث بشكل ملفت في اليومين الأخيرين.. قبيل وبعد تظاهرة «نداء الوطن» حيث تسربت أخبار عن تحديد موعد الانتخابات القادمة.. وعن تأكيد الاحتفاظ بالفصل الأول من الدستور القديم.. حتى لا تكون الهوية محل نزاع أو تصادم بين مختلف الأطراف السياسية وحتى لا تكون مصدر انقسام شعبي.. والأكيد أن هذه الأخبار ستزيل جزءا كبيرا من الاحتقان وتحد من مساحة المزايدات في الساحتين الحزبية والشعبية.. والأكيد أن «النهضة» ستواجه ردة فعل السلفيين وكل الذين تظاهروا من أجل اعتماد الشريعة كمصدر وحيد للدستور.. وردة فعل التيارات الحزبية ذات المرجعية الدينية وفي هذا الإطار لم يتأخر الهاشمي الحامدي وكان أول من أطلق النار على «النهضة» معتبرا أنها «خانت من صوتوا لها ودعا أعضاءها في المجلس التأسيسي إلى الإلتحاق بكتلته في المجلس».. طبعا ستكون المزايدات من أطراف الحزب وليس من الأحزاب المعارضة.. وإذا كان الرد على الهاشمي سهلا.. فإن ردة فعل قواعد «النهضة» هي التي ستشكل مشكلة سواء بالحراك في الساحات العامة والتصعيد أو بتأليب القاعدة لضرب «النهضة» من الداخل.. أكيد أن خيار «النهضة» كان «مؤلما» ولكن الواقعية أو التعامل السياسي كان حتميا سواء على المستوى الوطني أو الخارجي الذي يتابع مآل الثورة التونسية.. لتشييد «جمهورية مدنية».. عندما سئل السيد راشد الغنوشي عن حضور بعض القادة في تحركات السلفيين في الساحات العامة رد بالقول «إنه يفضل النقاش والحوار مع الجماعة والأفضل أن يلتقوا بأعضاء «النهضة» على أن يواجههم البوليس».. كما سبق لوزير الداخلية أن أعلن عن «فرضية الصدام في صورة تفاقم الوضع».. إن كان ل«نداء الوطن» دور في تسريع الأحداث أو لم يكن فإن الساحة ستشهد انفراجا لتصبح الرؤية أوضح وتنصرف الأحزاب إلى العمل والتدبر بدل الخطاب البيزنطي الذي ساد الساحة السياسية.. وأرسل صورة «مفزعة» عن بلادنا خربت اقتصادنا على مستوى الاستثمار والسياحة ورفعت شعارات «الموت لفلان.. «بالاسم» والموت لليهود..» ومع هذا أقول إن «نداء الوطن» كان له أثر في تسارع الأحداث.. رغم انزعاج السيد راشد الغنوشي من هذه التظاهرة وقد عبر عن ذلك في إذاعة خاصة في منتصف نهار أمس.