الدكتور محمد صالح المسفر توافدت جحافل ممثلي الأنظمة العربية الحاكمة على بغداد للمشاركة في ما سمي «مؤتمر القمة العربية 23» جلهم من الموظفين الدبلوماسيين، أما كبار الوفود من بعض القادة العرب فمع الأسف لكل هدفه الخاص به وليس بهم الأمة العربية وما يعتصرها من أحداث. تمثيل الكويت على مستوى أمير البلاد أمر في غاية الاستغراب من كثير من المراقبين داخل الكويت وخارجها، فالنظام الطائفي في بغداد السند المُعِين لكل التحركات الطائفية إلى جانب إيران في دول مجلس التعاون الخليجي بما في ذلك الكويت، وإيران متهمة من قبل الكويت ودول أخرى في مجلس التعاون بالتدخل في شؤونها الداخلية بل اتهام إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية تعدى حدود الخليج العربي ليصل إلى لبنان واليمن وسوريا وجزر القمر والصومال وغيرها من الدول العربية. لا اعتراض عندي على تمثيل الصومال وجيبوتي وجزر القمر في قمة بغداد على مستوى الرؤساء فلكل أسبابه ودواعيه، ولا اعتراض على السودان لأن الرئيس البشير كل تحركاته خارج السودان تحد لمحكمة الجنايات الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب وتطالب المجتمع الدولي بالقبض عليه وتسليمه للمحكمة، لكن الاعتراض على تونس الثورة (المرزوقي)وليبيا الثورة (عبد الجليل) هذين القائدين وصلا إلى مراكزهما العليا بموجب رغبة شعبية وقبلا بالتعددية والحكومة المدنية الديمقراطية واجتثاث الفساد والمفسدين. كيف يقبلان أن يرأسهما لمدة عام كامل الثنائي المكروه عراقيا على الأقل (الطالباني والمالكي)الأول انفصالي عرقي النزعة يكره بل يرفض أن يكون القطر العراقي جزءا من الأمة العربية وهو من دعاة تثبيت ذلك في دستور العراق الذي صاغه السفير الأمريكي بريمر عام 2003، والثاني طائفي طاغية بكل معنى الكلمة وصل إلى الحكم بتوافق إيراني أمريكي رافضين إرادة الشعب في اختيار (علاوي) عبر صناديق الانتخاب، ولو أنهما عندي، المالكي وعلاوي، خرجا علينا من رحم قوى الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق والمخابرات الإيرانية، إلا أن بعض الشر أهون من بعضه الآخر، عروبة العراق عند الطالباني مرفوضة لأن عرقه أصر على «أن الشعب العربي في العراق جزء من الأمة العربية» وليس القطر العراقي الشقيق. الحاكمان اللذان أتيت على ذكرهما «عبد الجليل، والمرزوقي» حررا السجون من المعتقلين الذين زجت بهم النظم السابقة بل إن بعضهم تولى مراكز قيادية في النظم الجديدة بينما المالكي والطالباني رئيسا القمة العربية الحالية ما برحا يمارسان سياسة الاجتثاث لكل قادة العراق ورموزه الفكرية والعسكرية والسياسية، السجون العراقية مزدحمة بالمعتقلين السياسيين والعسكريين والعلماء. بعد تسعة أعوام من الاحتلال جيوب الحقد الطائفي ما برحت تملأ صدور القيادات العراقية القائمة حتى ضد عروبة العراق بموجب دستور السفير بريم « العرب في العراق جزء من الأمة العربية» وليس العراق بكل مكوناته. أستطيع القول بكل وضوح بأن القائدين (المرزوقي، وعبد الجليل)، ارتكبا خيانة عظمى لشعبيهما اللذين ثارا على الطائفية وحكم الفرد والفساد، والتبعية، والدكتاتورية العائلية والتسلط على أرزاق الخلق « نعم نعترض على مشاركتهما في مؤتمر يرأسه أعتى وأعظم وأشرس دعاة الطائفية وحكم الفرد، والتبعية، وأحقر سياسي جاءت به الأقدار إلى هذه المكانة ليمارس سياسة الاحتقار للأمة العربية والإسلامية عامة عندما أمر بقتل الزعيم الخالد الشهيد صدام حسين تغمده الله برحمته يوم عيد النحر دون مراعاة مشاعر وشعور العرب عامة والمسلمين كافة، صدام حسين الشهيد الذي كانت آخر كلماته ذكر الله ونبيه محمد عليه السلام وهتاف «يحيا العراق حرا عربيا تحيا فلسطين حرة عربية»، واليوم الصهاينة في ظل الحكومة الحالية في بغداد يتجولون في شوارع عاصمة الرشيد ثالث عاصمة عربية بعد المدينة ودمشق بكل حرية وزهو. المالكي وحزبه الحاقد على هذه الأمة وقادتها ومفكريها صفع القادة العرب الذين حضروا قمة بغداد يوم أمس على وجوههم، بلا حياء وبلا اعتبارات إنسانية وأخلاقية وسياسية ومجاملات لحكام عرب وصلوا إلى بغداد بعد قطيعة دامت قرابة العشرين عاما تمثلت تلك الصفعة بإصدار أوامره الحاقدة بنبش قبر الشهيد صدام حسين ونثر رفاته في أماكن متفرقة من العراق حتى لا يكون له أثر للأجيال القادمة. الصفعة الأولى لكل القادة العرب والمسلمين عامة التي وجهها المالكي وأركان نظامه يوم إعدام الرئيس صدام حسين طيب الله ثراه يوم العيد الكبير. لست أدري ما إذا كان حكام العراق اليوم يقيمون اعتبارا للحكام العرب والشعب العربي أم أنهم يعتقدون بأن الحماية الأمريكيةوالإيرانية هي العاصم لهم وإلى الأبد من غضب شعب الرافدين والأمة العربية بما فعلوا ويفعلون برجال العراق ونسائه. والحق أنهم لا يقيمون أي اعتبار للزعماء العرب ولا لبقية الطوائف الإسلامية بدليل أن نائب رئيس الجمهورية العراقية الدكتور طارق الهاشمي مطارد من قبل المالكي وأركان حكمه بتهم ظالمة وكذلك نائب رئيس الوزراء السيد المطلك وهم يمثلون طرفا إسلاميا عريقا في العراق والسجون العراقية تعج بالمعتقلين السياسيين من أهل السنة والجماعة بلا ذنب إلا أنهم لا يوافقون على كل قرارات هذه الحكومة المعينة بموجب وفاق أمريكي إيراني. ولا أخفي عتبي الشديد على الإدارة السياسية في الكويت التي خضنا حربين في أقل من عشر سنوات من أجل الكويت واليوم نرى رمز الساسة الكويتية يسير جنبا إلى جنب في بغداد مع قيادة تعمل وتطمح إلى أن تسود في الكويت ولو عبر ولاء طائفي وقد رأينا ذلك على وسائل الإعلام، وعتب الكاتب يمتد ليشمل إخواننا في البحرين التي لم تسلم من تأييد الأحزاب المتنفذة والمسلحة في عراق المالكي والطالباني إبان الأزمة الداخلية بين الحكم في البحرين والمعارضة. إنني لا أدعو إلى مقاطعة مؤتمر القمة من قبل الكويت والبحرين ولكن يجب أن يكون التمثيل مساويا لإخوانهم في مجلس التعاون. آخر القول: صدق الحق القائل «تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى» هذا هو مجلس التعاون الخليجي.