تعيش معتمدية كسرى هذه الأيام جدلا كبيرا حول النيابة الخصوصية للبلدية، فمع اصرار أعضاء المجلس السابق على مواصلة المشوار تتعالى أصوات أخرى منادية بضرورة القطع مع الماضي وإيجاد قائمة توافقية جديدة وتنادي برحيل المعتمد ومن هنا ظهر شبح الفتنة بين أنصار ومؤيدي الفئتين وازدادت المخاوف من ظهور نعرة العروشية. ولمزيد معرفة ما يحدث بجهة كسرى تحولت «التونسية» إلى تلك الربوع حيث أفادنا السيد الناصر ملاسين أستاذ شباب وطفولة وباحث في دراسة المجموعات البشرية أن الاجتماعات التي دعا إليها معتمد كسرى حول النيابة الخصوصية لم تأت بالجديد واقتصرت الدعوات في أغلبها على أعضاء المجلس البلدي القديم ورموز النظام السابق مقابل تغييب الطبقة المثقفة والكوادر الموجودة. وأكد الناصر ملاسين ان الاجتماع الأخير بمقر المعتمدية كاد أن يتحول إلى حلبة صراع لمّا حاول أعضاء المجلس القديم تأليب عمال الحضائر على دعاة التجديد وقال «بدأت ماكينة التجمع تنشط بقوة للعودة في جبهة قوية لإجهاض الثورة، والأمور في اتجاه الأسوإ وهناك بوادر ثورة مضادة تقوم بها اطراف تجمعية تغلغلت في الجهة وجعلت من عمال الحضائر والبسطاء ميليشيا لها تريد أن تعود بالبلاد إلى الوراء...» وأشار إلى أن العلاقات تسير نحو التأزم في اتجاه نعرة العروشية والتقسيم وبدأ الحديث حول كسرى السفلى وكسرى العليا... أما محاولات بعض الأحزاب لإيجاد قائمة توافقية جديدة فقد باءت بالفشل وفي نفس السياق أكد السيد فيصل عبد الرحمان نقابي بالتعليم الثانوي أن المعتمد كان سلبيا أثناء الجلسة ويبدو أنه لم يعد قادرا على تسيير شؤون المعتمدية وقال «أشد ما نخشاه هو التحريض على العنف ولا بد لإطارات الجهة أن تتحمل المسؤولية وتفتح أبواب الحوار وتقطع مع رموز «التجمع» الذين نجحوا في استقطاب المعتمد الحالي لإيجاد حل وفاقي والحفاظ على استقرار كسرى...» وفي المقابل أفادنا السيد عبد الرؤوف الرحراح عضو المجلس البلدي القديم أن الدعوة إلى التجديد في اطار قائمة توافقية غير مطروحة بالنسبة للتركيبة الحالية وعدد من أنصارها نظرا لصلاحيتها الموجودة حيث تحظى برضاء جل متساكني بلدية كسرى وقال «هناك أطراف خارج منطقة بلدية كسرى من ركبوا على الحدث وأصبحوا يطالبون برحيل المعتمد ونحن من قمنا بالثورة قبل 17 ديسمبر وطهرنا البلاد، فما الداعي إلى تغيير المجلس البلدي؟». وبين هذا وذاك يبقى الجدل قائما بين الطرفين ويبقى شبح تحريك نعرة العروشية وانزلاق أهالي كسرى إلى العنف واردا في كل لحظة إذا لم يتحرك عقلاء الجهة لشلّ فتيل الاحتقان والدعوى إلى التحابب والتآزر والتضامن.