طرابلس (وكالات) أعلن المجلس الانتقالي الليبي جنوب ليبيا منطقة عسكرية وأمر بتشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق بشأن أحداث مدينة سبها الدموية، التي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى في أسوأ اقتتال بين الليبيين منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي. فيما شدد رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحيم الكيب على رفض بلاده أي تدخل خارجي في شؤون بلاده الداخلية مؤكدا أن الشعب الليبي قادر على حل مشاكله بنفسه. و شكل الاقتتال بين قبائل مدينة سبها و قبائل "التبو" هاجسا مؤرقا للحكومة الليبية الانتقالية التي تسعى جاهدة لإثبات سيطرتها على الوضع الأمني فما أن تتوصل إلى هدنة بين المتناحرين في الجنوب حتى تنهار سريعا الأمر الذي أحرج السلطة الانتقالية و أظهرتها عاجزة عن السيطرة على الوضع. لكن رئيس المجلس الانتقالي مصطفي عبد الجليل أكد أول أمس أن قوات الجيش الوطني قامت بتأمين جميع المناطق الحيوية في مدينة سبها التي عاد إليها الأمن والهدوء عقب الأحداث التي شهدتها مؤخرا. ومن جانبه أشار عبد الرحيم الكيب رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا خلال لقائه أهالي مدينة سبها، إلى أن التحقيقات ستكشف المسؤولين عما حدث. وفي السياق ذاته نقلت وكالة الأنباء الليبية الحكومية عن اللواء الركن يوسف المنقوش رئيس أركان الجيش الليبي قوله إنه تم تعيين آمر للمنطقة العسكرية الجنوبية للحفاظ على الأمن في الجنوب. وأضاف أن المنطقة تأتي ضمن المناطق العسكرية ال10 التي بدأ تشكيلها وتنظيمها. وحذر المنقوش من أنه "سيتم التدخل بالقوة ضد أي طرف من أطراف الخصومة في حالة خرقه اتفاق وقف إطلاق النار أو الاعتداء على الآخر." أما رئيس الحكومة فاعتبر أن من يغذي التوتر في جنوب ليبيا هم "ازلام النظام السابق" على حد تعبيره قائلا: "نحن نتابع تحركات أزلام النظام السابق المتواجدين في الدول الأخرى". مضيفا أن "تأمين حدود ليبيا وأمنها القومي يعد أمرا إستراتيجيا"، وأن "علاقات ليبيا مع كل دول الجوار ومن دون استثناء مهمة وأساسية"، مشيراً إلى أن "أمن الحدود له دور أساسي في هذه العلاقة". ولفت في هذا الشأن إلى أن "القيادة العسكرية والقوات المسلحة في الجنوب لن تتبع أية مدينة أو أي تشكيل للثوار"، مؤكدا على أن تبعيتها ستكون فقط لرئاسة الحكومة متمثلة في رئاسة الأركان.