عندما تدخل الشيخ شورو متهما المعتصمين «بجيوب الردة ولذا يجب أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفون في الأرض..." علق رئيس المجلس بكلمة «شكرا»... وصفق البعض للمداخلة.. وعندما تدخل نائب من العريضة وقال إن «حكومة بن جعفر والمرزوقي والغنوشي حكومة شمولية».. غضب غضبا شديدا وطالب المتدخّل بمغادرة القاعة حالا... مشهد آخر يؤكد للمتتبع اختلاف المكاييل... وسطوة الخصم والحكم... مشهد لا يحدث تحت سماوات أخرى... إقصاء نائب منتخب، عبّر عن رأيه بتوصيف الحكومة لا بقتل وذبح المعتصمين..كان على رئيس المجلس أن يمسك العصا من الوسط... عند الاختلاف ولكنه مسكها من الرأس ليصيب بها الرأس... وللتذكير فإن المجلس التأسييس ليس شركة خاصة وإنما هو فضاء لكل نواب الشعب يعبرون فيه عن مقاصد الشعب بحرية... لماذا سكت عن طرق وفنيات القتل واحتج على من وصف وضعا..أيهما أخطر... ثم بأي حق يطرد النائب المنتخب كتلميذ في قسم التحضيري... لماذا لم يدافع عن صوت «الأقلية» لما حرموا من الوقت الكافي للنقاش... لماذا يعامل جماعة بلطف وتودّد ويتعامل مع الآخرين باستعلاء.. خصم وحكم... صحيح ان حزبه شريك نسبي في الحكومة ولكنه عندما يجلس في المجلس فهو أساسا نائب والنواب الآخرون زملاؤه قبل أن يكون رئيسا... وعليه أن يتجرّد من جبّة «الحكومة» لأنها أصلا لها من يدافع عنا وهم كثر... وهم الأكثرية... كنا نتمنى أن لا نشاهد أحداثا تزيدنا إحباطا.. كنا نتمنى أن تكون الغلبة للمنطق والحجة والحجة لا تعلو بعلوّ الصراخ.. كما ان السيطرة لا تكون بالنهر والطرد.. وإلا كيف سيتعلم منكم هذا الشعب آداب الحوار والتنافس في كنف الاحترام وحياد الرئيس... عفوا «انحياد»الرئيس.