عاجل/ قضيّة "التآمر": إحالة 40 متّهما على الدائرة المختصّة في الإرهاب    رياض البوعزيزي: 'السلطة تدخّلت لإبطال ترشّح قائمتي التلمساني وبن تقية لانتخابات الجامعة'    الروائح الكريهة تنتشر في مستشفي قابس بسبب جثث المهاجرين    إغتصاب ومخدّرات.. الإطاحة بعصابة تستدرج الأطفال على "تيك توك"!!    عاجل : معهد الصحافة يقاطع هذه المؤسسة    رئيس الجمهورية يتسلّم دعوة للمشاركة في القمة العربية    الترجي يقرّر منع مسؤوليه ولاعبيه من التصريحات الإعلامية    هذه الأغنية التونسية تحتل المركز الثامن ضمن أفضل أغاني القرن 21    التمديد في سنّ التقاعد بالقطاع الخاص يهدف الى توحيد الأنظمة بين العام والخاص    عاجل/ إستقالة هيثم زنّاد من ادارة ديوان التجارة.. ومرصد رقابة يكشف الأسباب    شوقي الطبيب يرفع إضرابه عن الطعام    تواصل غلق معبر راس جدير واكتظاظ كبير على مستوى معبر ذهيبة وازن    البنك المركزي يعلن ادراج مؤسستين في قائمة المنخرطين في نظام المقاصة الالكترونية    تونس: مرضى السرطان يعانون من نقص الأدوية    من بينهم مساجين: تمتيع 500 تلميذ باجراءات استثنائية خلال الباكالوريا    أتلتيكو مدريد يقترب من التعاقد مع لاعب ريال مدريد سيبايوس    الرابطة الأولى: نجم المتلوي يرفع قضية عدلية ضد حكم مواجهة النادي البنزرتي    رئيس لجنة الشباب والرياضة : تعديل قانون مكافحة المنشطات ورفع العقوبة وارد جدا    عاجل/ الشرطة الأمريكية تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل أغلب الطلبة المعتصمين    مجددا بعد اسبوعين.. الأمطار تشل الحركة في الإمارات    مدنين: بحّارة جرجيس يقرّرون استئناف نشاط صيد القمبري بعد مراجعة تسعيرة البيع بالجملة    هام/ الترفيع في أسعار 320 صنفا من الأدوية.. وهذه قيمة الزيادة    عبد المجيد القوبنطيني: " ماهوش وقت نتائج في النجم الساحلي .. لأن هذا الخطر يهدد الفريق " (فيديو)    وزارة التجارة تنشر حصيلة نشاط المراقبة الاقتصادية خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة 2024    جبنيانة: الكشف عن ورشة لصنع القوارب البحرية ماالقصة ؟    صفاقس_ساقية الدائر: إخماد حريق بمصنع نجارة.    عين زغوان: حادث مرور يسفر عن وفاة مترجل وبتر ساق آخر    المغازة العامة تتألق وتزيد رقم معاملاتها ب 7.2%    وزيرة التربية: ''المقاطعة تساوي الإقتطاع...تسالني فلوس نخلّصك تتغيّب نقصّلك''    اليوم: جلسة تفاوض بين جامعة الثانوي ووزارة التربية    وزير الشؤون الاجتماعية يزف بشرى لمن يريد الحصول على قرض سكني    الحماية المدنية: 9حالة وفاة و341 إصابة خلال 24ساعة.    حادث مرور قاتل بسيدي بوزيد..    24 ألف وحدة اقتصاديّة تحدث سنويّا.. النسيج المؤسّساتي يتعزّز    الأساتذة النواب: ندعو رئيس الدولة إلى التدخل    وفاة الروائي الأميركي بول أستر    الحبيب جغام ... وفاء للثقافة والمصدح    وفاة الممثل عبد الله الشاهد    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 2 ماي 2024    غرفة تجّار لحوم الدواجن: هذه الجهة مسؤولة عن الترفيع في الأسعار    تونس تشهد تنظيم معرضين متخصّصين في "صناعة النفط" و"النقل واللوجستك"    يهم التونسيين : حيل منزلية فعالة للتخلص من الناموس    نَذَرْتُ قَلْبِي (ذات يوم أصابته جفوةُ الزّمان فكتب)    مصطفى الفارسي أعطى القصة هوية تونسية    المهرجان الدولي للثقافة والفنون دورة شاعر الشعب محمود بيرم التونسي .. من الحلم إلى الإنجاز    بطولة مدريد المفتوحة للتنس: روبليف يقصي ألكاراز    حالة الطقس ليوم الخميس 02 ماي 2024    محمد بوحوش يكتب .. صرخة لأجل الكتاب وصرختان لأجل الكاتب    عاجل : سحب عصير تفاح شهير من الأسواق العالمية    وفاة حسنة البشارية أيقونة الفن الصحراوي الجزائري    مايكروسوفت تكشف عن أكبر استثمار في تاريخها في ماليزيا    مندوب روسيا لدى الامم المتحدة يدعو إلى التحقيق في مسألة المقابر الجماعية بغزة    طيران الكيان الصهيوني يشن غارات على جنوب لبنان    المرسى.. الاطاحة بمنحرفين يروّجان الأقراص المخدّرة    الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تقول ان الوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات لم تمتثل لتوصياتها    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    القيروان: إطلاق مشروع "رايت آب" لرفع الوعي لدى الشباب بشأن صحتهم الجنسية والانجابية    يوم 18 ماي: مدينة العلوم تنظّم سهرة فلكية حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشّمس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ "خميس الماجري" في حوار خاص مع "التونسية": الديمقراطية كذبة لأنها تقسم العالم إلى "آلهة" وعبيد والخروج من "النهضة" ليس خروجا من الدين ولا من رحمة ربي
نشر في التونسية يوم 18 - 04 - 2012


- لن أعود إلى «النهضة» حتى لو عرضوا عليّ ذلك
- عدت إلى تونس بميثاق عمل إسلامي يجمع كل التونسيين
- لم أطرد من «النهضة» بل استقلت... وهذا أصل خلافي معها
- "عداوتي" للغنوشي رجم بالغيب واتهام للنوايا
- لمن رفضوا «إمامتي» أقول: "اتقوا الله واعدلوا"
- أدعو إلى تخلّي الدولة عن الإشراف على المساجد
- أسأل الله العظيم أن يكون وزير الداخلية رحمة وأمنا لشعبه لا سيفا مسلولا عليه
يعدّ الشيخ خميس الماجري أحد مؤسسي حركة «النهضة» وكان عضوا في مجلس شورى الحركة (1979-1990) وعضو مكتب مجلس الشورى حين ترأسه الحبيب اللوز نهاية الثمانينات وعضو المكتب الدعوي منذ 1984 ورئيسه منذ سنة 1986.
حكم عليه شهرين في جانفي 1991 وفق قانون المساجد وحوكم سنة غيابيا 1987 رفقة عبد الفتاح مورو والحبيب اللوز والهاشمي الحامدي أمام محكمة أمن الدولة ونال عشرة أعوام .
غادر الشيخ تونس نحو فرنسا، ويبدو أنه كان من الذين لم يوافقوا على الخطة الاستثنائية للحركة مطلع التسعينات ففترت علاقته بقيادة النهضة حتى أعلن استقالته منها في 14 ديسمبر 2006 ونشر نص استقالته الذي تضمن نقدا لاذعا للحركة التي كان من بين مؤسسيها إذ اعتبر أنها فقدت كل شرعية ومصداقية، فانطلقت سهام «إخوة الأمس» نحوه تتهمه بالجهل والعمالة والكفر.
درس خميس الماجري في المعهد العلوي وتحصل على الإجازة من الجامعة الزيتونية سنة 1980، عمل أستاذا في معاهد عين دراهم وبوسالم وبن عروس والمحمدية قبل أن «يختفي» (والعبارة للشيخ نفسه) بعد الحكم عليه غيابيا بعشر سنوات سنة 1987 في محكمة أمن الدّولة.
في 10 فيفري 2011 عاد الشيخ خميس الماجري «غريبا» إلى بلده دون أن تستقبله الجماهير ولا الإخوة في مطار تونس قرطاج، استأنف حياته أستاذا للتفكير الإسلامي على تخوم العاصمة(المحمدية)، ودعاه أبناء حيه إلى أن يكون إماما خطيبا في المسجد، وهي مهمة عزل منها في 16 مارس الماضي.
"التونسية" التقت الشيخ خميس الماجري ، تفاصيل لقائنا تقرؤونها في ما يلي...
أريد أن أعرف منك ما الذي حدث يوم 16 مارس في مسجد الهادي التومي بالورديّة؟
(يبدأ حديثه بالبسملة) ما وقع أنه بلغني بشكل غير رسمي أنه تم تعيين إمام غيري من طرف وزارة الشؤون الدينية في المسجد الذي أتولى فيه خطبة الجمعة منذ سنة تقريبا.
هل أنت أحد الذين استولوا على الإمامة بعد الثورة؟
معاذ الله أن أكون من الذين يتصرفون هذا التصرّف، لم يقع إنزال أي إمام وإنما أبناء الحي هم الذين أتوني وطلبوا مني أن أكون الإمام الخطيب في المسجد فقبلت لأني وجدت منبرا فارغا.
ولماذا لم يتم تثبيتك بصفة رسمية على امتداد سنة؟
"الشباب" قدموا مطلبا في إمامة جمعة بلغ مكتب الضبط بولاية تونس بتاريخ 15 ديسمبر 2011 تحت عدد 18411، وصل إلى وزارة الشؤون الدينية في 3 جانفي 2012 تحت رقم 284 ولم تقع الإجابة عليه، لماذا ؟ لست أدري.
ماذا حدث يوم 16 مارس؟
دخلت المسجد كالعادة لكن ما راعني إلاّ وأن محيط المسجد وداخله تميزا بحضور كثيف لعناصر حركة "النهضة".
هل تعرفهم من قبل؟
أنا الذي ربّيتهم وكنت أشرف عليهم تنظيميّا.
وجودهم كان على غير العادة؟ أليسوا من رواد المسجد؟
نعم، وجودهم كان مرتبا ومنظما، المهم أني عزمت على أن أتخلى عن الخطبة يومها ولكن أبناء الحي قالوا لي لو تخليت فستحدث فتنة، وتوجهوا إلى الإمام الجديد الذي تم تعيينه وأفادوه بأنهم تقدموا بمطلب لوزارة الشؤون الدينية لتثبيتي إماما خطيبا ولا داعي لمجيئه وعيب أن تحل محل أستاذك، المهم أنه لم يتحمل مسؤوليته وغادر المسجد.
كيف لم يتحمل مسؤوليته؟
ما دام كما يقول تم تعيينه فكان عليه أن يخطب في المصلين ولكنه آثر المغادرة، عندما تخلى وبقي المنبر شاغرا صعدت، أذّن المؤذن فقام أحد عناصر المكتب المحلي ل«النهضة» واسمه ( نحتفظ باسمه) محاطا بأعضاء المكتب ورئيسه واسمه (...) وأثار البلبلة لمدة عشرين دقيقة. هل يجوز هذا في آداب الجمعة؟ أليس «من لغا فلا جمعة له» (حديث نبوي)؟
طبعا هذا لا يجوز أبدا، هم لم يحترموا لا حرمة المسجد ولا حرمة الجمعة ولا حرمة المؤمنين ولا حرمة الشيوخ والعجائز ذوي الشّيبة. حتى الملائكة تحضر يوم الجمعة.
ماذا قالوا لك؟
هاجوا وماجوا ، واتجهوا نحوي في المنبر، ولكني عالجت الأمر بصمت وواجه «الأنصار» هذا الشخص وقاموا بإخراجه وقد غادر معه حوالي ثلاثين أو أربعين فردا.
هؤلاء لا يصلون الجمعة؟
جاؤوا بالمناسبة وغادروا.
تحدثت عن شباب وأنصار ساندوك، فمن هو التيار الذي تمثله؟
هم استضعفوني لأنه ليس لي حزب أو جماعة أو حتّى جمعيّة، غير أنّ الله تعالى نصرني عليهم، فأنا كأي إمام جمعة هناك من يحبني، وأنت حر في تسميتهم أنصارا أو شبابا «خليت البلاد» منذ سنة 1990 ورجعت بعد الثورة المباركة وأهل الحي قالوا لي أنت أولى الناس بأن تكون إمام المسجد الذي تربيت فيه وعلّمت فيه الناس وسجنت من أجل تدريسنا في عهد المخلوع، فاستجبت لرغبتهم.
يقال إنك عرضت على نظام بن علي سنة 2006 أن تكون ناطقا باسم التيار السلفي وكان ذلك في إطار التسويات الفردية التي عرضها النظام آنذاك على معارضيه بمن فيهم جماعة «النهضة»؟
الله أكبر، "إنا لله وإنا إليه راجعون"
هل تؤكد كلامي؟
حين أقول «إنا لله وإنا إليه راجعون» فذلك يعني أننا إزاء مصيبة مثل الكلام الذي ورد في سؤالك، فما حدث هو العكس، النظام رغب في عودتي لمحاورة التيار الموجود في السجن آنذاك.
التيار السلفي؟
هم يسمونهم هكذا ، أنا لم أجلس إليهم لأحكم عليهم .كنت في باريس، ووالله هم الذين جاؤوني وعرضوا علي التسوية الفردية فرفضت والدليل أني لم أرجع فيما عاد آخرون تعرفون أسماءهم ومن بينهم من هم الآن أعضاء في المجلس التأسيسي
لم تكن وحدك الذي رفض التسوية الفردية... حتى عامر العريض ومحمد بن سالم رفضا العرض بعد امتناع النظام عن الاستجابة لشروطهما (الإفراج عن أقربائهما والسماح لهما بالاستثمار في تونس كما يردد بعض أبناء النهضة)؟
هناك غيرهما ممن رجع، أنا لا يمكنني الحديث عن جلسات عامر العريض ومحمد بن سالم(وزير الفلاحة حاليا) مع مبعوثي الطاغية لأني لم أحضرها ولكن يمكنني إخبارك بما حدث معي، والله الذي لا إلاه إلاّ هو هم الذين طلبوا مني أن أرجع إلى تونس «ما رجعتش» ولله الحمد، وعرضوا علي محاورة الشباب الموجودين في السجن لأُطلق سراحهم ضحكت من حديثهم وأجبتهم هل أنا من أدخلهم السجون لأفرج عنهم ؟ من سجنهم إن كان يدرك أنهم مظلومون فليطلق سراحهم.
قلت لهم «من قال لكم إني سلفي أنا مسلم سني خطبي ودروسي تؤكد موقفي، وأنا ضد تفرق المسلمين وتوزيع هذه الأسماء الكيديّة المفرّقة للمسلمين".
ولماذا توجهوا لك أنت بالذات للتحاور مع السلفيين؟
هم المسؤولون ولستُ أنا! ولكنّي أظنّ أنّه لمّا دخلت في حوار مع إخواني في حركة «النهضة» عبر الانترنت وقمت بمراجعات للسلوك السياسي والفكري والخطابي لهذه الحركة، اتهمني إخوتي في تلك الحركة بأني سلفي وعلقت بي هذه التسمية، وهذا من مساوئ السّياسيّين أنّهم يتّهمونك لمّا تدعوهم إلى تأصيل عملهم السّياسي. والله المستعان!
حتى أنا مسلم سني ولكنك تختلف عني حتى في الهيئة؟
نعم مظهري سنّة وإن أنتَ خالفتَ السّنة في المظهر، فأنت لم تخرج من الإسلام نحن عندنا وحدة مذهبية وعقائدية في تونس وأنا ضدّ التفرق «ولا تكونوا من المشركين من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا، كل حزب بما لديهم فرحون".
لقد عدت إلى تونس بمشروع هو ميثاق العمل الإسلامي الذي يجمع التونسيين كلهم.
هل ستكوّن جمعية؟
مازلت أدرس الوضع وأتأمل.
زميلك عادل العلمي أنشأ جمعية للتوعية والإصلاح كان اسمها «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»؟
لا أعرفه، كنت خارج البلاد و من طبعي تجنب التسرع وردود الفعل .
أين شعرت بالغربة؟ في فرنسا حيث أقمت عشرين عاما أو في تونس بعد عودتك؟
(يحاول إخفاء ألمه) سؤال صعب، حين غادرت فرنسا إلى تونس بكى الإخوة والأخوات المسلمون: العرب والأفارقة والعجم لفراقي ولعودتي إلى بلدي الحبيب وشعبي العظيم، وفي تونس الذين أبكوني هم إخوتي الذين كنت أربّيهم وأشرف عليهم، والله المستعان!.
من كانوا إخوة لك هم اليوم في سدّة الحكم؟
وهذا من الابتلاء العظيم، ومن الفتنة الكبيرة قال تعالى: «وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ»، إنّ ما وقع في تونس مكسب عظيم للشعب التونسي إن أحسن من في الحكم اليوم التصرف، وإلا ستتحول الأمور إلى كوارث قاسية يتحمّل مسؤوليّتها الأولى من هم في الحكم اليوم. أسأل الله الكريم أن يوفّقهم ويعينهم.
هل استقلت من «النهضة» أو طردت؟
هذا كلام فارغ، أنا قدمت استقالتي ونشرتها للعموم بل والله الذي لا إلاه إلاّ هو واللّعنة عليّ إن كنت من الكاذبين إنهم هم الذين رغبوا في عودتي ليلة 11سبتمبر 2001 فرفضت، وكتبت بيانا وضّحت فيه المسألة نشرته بين بعض الإخوة، ولكنّ حدث 11 سبتمبر قلب كلّ شيء وغطّى عن الحدث الخاصّ.
ولكن علاقتك ب«النهضة» انتهت قبل أن تستقيل في 2006؟
عمليّا جمّدت علاقتي منذ 1990، وتنظيميا ظلت مستمرة حتى تاريخ استقالتي.
أنا كنت في خلايا «النهضة» منذ سنة 1976 وكنت عضوا في المؤتمر التأسيسي لحركة الاتجاه الإسلامي سنة 1979 ومنذ ذلك الوقت عضوا في مؤسساتها المركزية إلى 22 ديسمبر 1990 تاريخ سجني.
يقول قريبون من «النهضة» بأنك كنت من بين القلة التي عارضت منحى العنف الذي التجأت إليه الحركة مطلع التسعينات مثل عبد الفتاح مورو ونور الدين البحيري ولذلك غضبت عليك القيادة؟
نعم أنا لست مغامرا ولا طامعا في السّلطة، غير أنّي لم أكن على علم بالتخطيط للعنف، سنة 1990 كنت في السجن وفي بداية عام 1991 هاجرت إلى فرنسا، أنا أصلا ضد التوجه السياسي للحركة منذ وقع انكشاف التنظيم السري في 5 ديسمبر 1980 ودخلوا العمل السياسي في 6 جوان 1981، ذلك أنّ توجهي دعوي علمي تربوي، هذا أصل الخلاف مع حركة النهضة، دخلتْ إلى العمل السياسي دون دراسات أو تخطيط استراتيجي، إنما كان ردّ فعل عاطفي حماسي غير مدروس، أرادوا أن يصلحوا خطأ تنظيميا وهو الانكشاف السّرّي بخطيئة سياسيّة، كنت أحاول التغيير من الداخل مثل الكثير من إخواني ولكنّنا لم نفلح. وكنتُ استصدرت أنا والكثير من إخواني قرارا في مؤتمر 1984 مفاده دعوة الحركة أن تلتزم بالتّأصيل الشّرعي في سلوكها السّياسي وخطابها، فأنا الذي راجعت الحركة لم أرتكب إثما شرعيّا بل حتّى سياسيّا ضدّ حركة «النهضة» بل قمت بواجبي الشّرعي وتحمّلت مسؤوليتي السياسية كاملة، والقوم لم يردّوا على مراجعاتي بل سبّوا شخصي سبّا شنيعا وصنّفوني تصنيفات كيديّة واتّهموني اتّهامات شنيعة، ويردّدونها إلى اليوم، وأنا من هنا أقول لهم: أنا مسامحكم.
يقال إنه يوجد بينك وبين الغنّوشي عداء؟
هذا رجم بالغيب واتهام للنوايا، إذ لا يعقل أنّ المئات الذي اختلفوا مع سياسات الحركة لهم عداوات معها أو مع أشخاصها. فهذا كلام مرسل لا حجّة له، وبالتالي فهو مضحك ساذج مردود.
ليس بيني وبين إخواني عداوة أبدا، فلم أدخل مع الأستاذ في شركة تجاريّة، جمع بيننا مشروع إسلاميّ مشترك، توفّر لي من المعطيات أنه انحرف عنه فاختلفنا، واختلافي معه لا يترتّب عليه عداوة أبدا. وحقيقة الخلاف أنّ الأستاذ خالف الكثير من مقرّرات الحركة ، وبالأخصّ منها أنّه ركّز كثيرا على العمل السّياسي المتفلّت من التّأصيل الشّرعي.
السياسة ليست جريمة؟
نعم ليست جريمة، ولكن بشروطها، بالأخلاق والقيم والمبادئ وعدم التنازل عن الثوابت.
هل تخلت «النهضة» عن ثوابتها؟
طبعا لقد تخفّفت كثيرا عن الايدولوجيا كما يقولون.
في نص استقالتك من «النهضة» قلت كلاما خطيرا من قبيل «إن أصحاب الطموح السياسي يحلو لهم أن يستبيحوا كل حرمات من يريد أن يردّهم إلى الحق» فمن قصدت؟
قصدت كلّ من يريد الإصلاح داخل الأحزاب وخارجها.
هل أنت على تواصل براشد الغنوشي؟
حاول أحد الإخوة أن يوجد تواصلا بيننا ولكن لم يحصل اللقاء.
إلى هذه الدرجة يصعب لقاء الغنوشي؟
لا أدري لأني لم أحاول.
لماذا تتصرف «النهضة» معك بهذه الطريقة وأنت أحد مؤسسيها؟
إسألهم؟
لا أفهم هذه القسوة ضدك من إخوة لك، فهل تشكّل عليهم خطرا؟
إسألهم؟ أنا ما عدت إلى بلدي خطرا على ديني ولا على شعبي ولا على مسلم.
أنا عدت بميثاق يوحّد كلّ التونسيين ويجمعهم.
حتى إمامة الجمعة منعت منها؟
هذا ما خططوا له ولكن الله أراد أمرا آخر، ولكني أريد أن أعرف لماذا سكتت وزارة الشؤون الدينية عن المطلب الذي أرسل لهم منذ أشهر لتعييني إماما خطيبا؟
هل اتصلت بالدكتور الخادمي وزير الشؤون الدينية؟
عموما التقيت برئيس ديوانه ووعدني بأن يراجعني ، حدث هذا منذ ثلاثة أسابيع وما زلت أنتظر . مسؤول آخر في الوزارة قال لي «نحن أخطأنا وأنت أخطأت». فقلت له: أنا بشر أخطئ طبيعي، أمّا وزارة تخطئ في شخص فهذا عجيب جدّا.
ما هو خطؤك في نظره؟
أني تحدثت عن المرزوقي والجبالي.
ما دخل إمام الجمعة في السياسة؟
ثمّة ما يمنع الإمام من أن يتحدث عما يقع في بلاده؟ يحق للإمام الحديث في كل شيء ولكن لا يحق له أن يدعو لحزب أو يدعو على حزب، أما أن يساهم في موضوع تنمية البلاد فحق له، بل يجب عليه، وجميع الأئمّة يتحدّثون عن واقع البلاد، فلماذا هو حرام عليّ حلال على الآخرين؟ لماذا حين دعا «الواعظ» الحبيب بوصرصار بالموت لقائد السبسي ساندته الوزارة عبر بيان للرأي العام تدافع عنه؟ ألا يعتبر حديثه تدخلا في السياسة ؟ لماذا منطق «حلال علينا حرام عليكم»؟ أنا لم أدع بالموت على أحد لا على الجبالي ولا على المرزوقي ولا غيرهما، لا الموت السياسي ولا المادي بل نصحت الجبالي بأن لا يقبّل ولا يحتضن قتلة الفلسطينيين والأفغان والعراقيين؟ كما انتقدت مشروع المرزوقي تجريم التّكفير، لأنّه ليس من حقّ أحد سواء كان المرزوقي أو المجلس التّأسيسي أو أيّ سلطة في الأرض أن تمنع إعلان تكفير من جاء بمكفّر فعلي أو قوليّ دون غلوّ في ذلك، لأنّ تكفير الكافر حقّ الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإذا كان مسؤول وزارة الشؤون الدينية يدعو بالموت على السياسيين، وتسانده الوزارة فلماذا ترفض نفس الوزارة تعييني إماما ولم أدع على أحد رغم توفر كل الشروط المطلوبة في ترشحي؟ أقول لهم اتّقوا الله واعدلوا . وهذا يكشف أن القرار المتخذ ضدي هو قرار حزبي وقرار سياسي لتصفية حسابات قديمة.
أي حزب تقصد؟
حزب «النهضة»، والدليل على ذلك حضور كل عناصر المكتب المحلي لحركة «النهضة» بالوردية للسهر على تطبيق قرار وزير الشؤون الدينية هل هذه شعبة جديدة؟ حتى بن علي و«التجمع» لم يفعلا معي مثلما حصل معي يوم 16 مارس الماضي؟ نظام بن علي «شدني في الشارع ودخلني للحبس» ولم يتهجم علي أحد في المسجد وأنا أقدم دروسي حوكمت بشهر سجنا و50 دينارا خطية ثم بشهرين غيابيا في المرة الثانية . والغريب أنّ حركة «النّهضة» سنة 1989 أعلنت في بيان لها عند محاكمتي مساندتها لي، واليوم هي التي تقرّر عزلي، والله المستعان.
إنّهم اقتحموا المسجد. ما هذا ؟ غريب والله؟ أنا رأيي أن المؤسسة الدينية ينبغي أن تخرج عن إشراف الدولة ، وتستقلّ عن الحكومات ، حتّى لا تكون بيوت الله مواقع صراعات حزبيّة وسياسيّة مريرة: إنّها بيوت الله ولها حرمة خاصّة ومتميّزة.
حتى تسيطر عليها «النهضة»؟
لو دامت لغيرك لما آلت إليك.
هل صحيح أنه تم طردك في باريس من الإمامة من طرف أنصار ل«النهضة»؟
الكذب حرام، والمسلم قد يرتكب أخطاء ولكنّ المسلم لا يكذب أبدا، كما لا يردّ على من كذبوا عليه بالكذب، ليس صحيحا أنّ أنصار «النّهضة» هم الذين أطردوني من إمامة ذلك المسجد، وهذا كلام فارغ، بل الذي وقع هو أن تدخّلت المخابرات التّونسيّة والجزائريّة، وفرنسا استجابت للأمر.
هل راشد الغنوشي هو الحاكم الفعلي في «النهضة»؟
بحكم أنّه رئيس الحركة فهو المسؤول دستوريّا وأخلاقيّا عن كلّ ما يصدر عنها .
كيف تعلق على تبني وزير الشؤون الدينية للدعوة إلى إدراج الشريعة في الدستور مصدرا للتشريع؟
تونس دولة مسلمة والشعب التونسي مسلم حين صوّت للنهضة صوّت لمشروع الإسلام الذي هو الشّريعة.
الذين صوتوا ل«النهضة» لا يتجاوز عددهم المليون ونصف من بين أكثر من سبعة ملايين ناخب؟
هذه هي قوانين ما تسمّونها الديمقراطية ؟ إمّا أن تقبلوها أو أن تلغوها.
صرّح وزير الشؤون الدينية يوم 31 مارس للوكالة الفرنسية للأنباء أن السلفيين يسيطرون على 400 مسجد، فكيف تعلق؟
ليتحمل مسؤوليته، هو الوزير ولست أنا . عليه أن ينظر في ترشحات الإمامة، ومن تتوفر فيه الشروط التي حددها هو(إجازة شرعية، حسن الخلق والدين وقبول أهل الحي له) فهو الأولى بالاضطلاع بالمهمة، إنّه ينبغي أن يُنظر إلى الكفاءة ولا يجوز له أن ينظر إلى الولاء فهذا لا يجوز أبدا. لذلك أدعو إلى أن تتخلى الدولة عن الإشراف على المساجد لتبقى المساجد حرّة ومستقلّة لفائدة المجتمع المدني، فمثلا إتحاد الشغل مؤسسة مستقلّة وقوية في المجتمع المدني تدافع عن حقوق الشّغّالين، وجامع الزيتونة كان مؤسسة مدنية يشرف عليها أهل العلم عبر الأحباس والأوقاف، لذلك أدعو إلى أن يشرف أهل العلم المستقلّين الأحرار الأتقياء على بيوت الله .
أنت من أهل العلم وتم عزلك فكيف تضمن أن لا يتم الاستيلاء على بيوت الله حين لا تكون تحت إشراف الدولة؟
لا عيب من التدافع بعد نصف قرن من تقويض التعليم الزيتوني، والساحة ستفرز في ما بعد والنتيجة ستكون كما قال محمّد بيرم الخامس حين زار أوروبا «هؤلاء ويقصد الأوروبيّين يضعون أموالا كثيرة لمستقبل له فوائد كثيرة» أي لابد من إصلاح حقيقي استراتيجيّ بعيدا عن الحماسة والعاطفة والولاء الحزبي والسياسي والعشائري والقبلي و«التروشيك بالتلّ»، فإنّ هذا الفيروس الأخطر في كلّ مجتمع يريد أن يكون له وجود تحت الشّمس.
كيف تفسّر إقبال جموع كثيرة على محاضرات الدعاة القادمين من الشرق وخاصة وجدي غنيم؟
وجدي غنيم رجل صادق شجاع قوّال للحقّ لذلك أقبل عليه الشّباب.
هل هو عالم؟ البعض يراه مهرّجا؟
أنت تراه مهرّجا، ولكن للرجل حلاوة جذّابة في الكلام، وقد قال الإمام مالك «ذهبت حلاوة الفقه مع إبن هرمز» عندنا كثير من المشايخ لهم أسلوب غنيم فهل يسمى ذلك تهريجا؟ لست ضد قدومه هو أو غيره شرط أن يدعوا إلى الله لا إلى التحزب.
هل يدعو هو وأمثاله إلى الله؟
أنا اقدّر أنه قال: قال الله، قال الرسول، ولم يخرج عنهما، ولذلك الرجل محبوب ولا نحاسب النوايا.
كاد يدخل البلاد في فتنة؟
ما مفهوم الفتنة؟ أنا لم أر فتنة حصلت في البلاد بمجيئه.
ما تعليقك على صعود بعض السلفيين إلى أعلى الساعة المنتصبة في ساحة 14 جانفي (غزوة المنقالة) يوم 25 مارس؟
هل هذا ممنوع؟ الأصل في الأشياء الإباحة ؟ ومتى كانت المنقالة تُغْزى، الله أكبر على المتكلّمين من أين يأتون بهذا الكلام؟ هذه هي الفتنة! غزوة المنقالة!!! عجيب!!
ألا ترى فيه استقواء على التونسيين؟ وقبلها حادثة العلم في كلية منوبة؟
اسمعني يا أستاذ، هل الصعود إلى منقالة استقواء؟ الله أكبر سبحان الله العظيم! لا يجوز أن تحمل ممارسات بعض الشباب على الإسلام، تدنيس المصحف هو الاستقواء على التّونسيين! الذين يتّصلون بالسفارات والذين يدعون فرنسا للتدخّل كي يفشلوا عمل الحكومة هو الاستقواء، بل الخيانة يا صديقي. إنّ هؤلاء الشباب مورس عليهم الاضطهاد العظيم في عهد بن علي وهم يحتاجون إلى الرّحمة لا إلى القسوة والاضطهاد اسمعوا منهم وجالسوهم.
هل يبرر تعرضهم للاضطهاد ممارستهم للعنف اليوم؟
لم أر عنفا مارسوه، بل رأيت قافلات إغاثة وإعانة للمنكوبين في حدود تونس وليبيا ورأيتهم يحمون بعض المناطق من البلطجيّة
في كلية منوبة كما في كلية سوسة مارسوا العنف؟
ما رأيت هذا. لابد من تحقيق في المسألة وهذا دور الجهات المسؤولة. ويقرّر هذا قضاء مستقلّ ونزيه. أمّا أنا فقد دعوت الشباب في دروسي و محاضراتي وخطبي إلى ممارسة كلّ حقوقهم المدنية وحذرتهم من العنف.
أبو عياض (أحد قادة السلفية في تونس) قال إن «القاعدة» هم أهل الحق ويجب مناصرتهم؟
هو يقول وأنت تسألني أنا؟ الله أكبر إنّ هذا لشيء عجاب.
ما تقييمك لأداء علي العريض وزيرا للداخلية؟
الله يصلح حالي وحاله وأسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم أن يوفّقه وأن يكون رحمة وأمنا لشعبه ولا يكون سيفا مسلولا عليه.
هناك من رأى فيه رجل الدولة الذي تسامى على انتمائه الحزبي؟
أرجو ذلك من كلّ قلبي، فهو شرف له في الدّنيا وذخر له في الآخرة.
ما تعليقك على من جمعوا السلاح قصد إعلان إمارة إسلامية في تونس كما صرح وزير الداخلية؟
ما عنديش فكرة.
أريد موقفك بصراحة، هل أنت ضد العنف أم لا؟
طبعا، أنا ضد العنف، وأنا كنت ولا زلت إلى اليوم ضحيّة العنف بكلّ أشكاله. الشعب التونسي مسلم وهو يحتاج إلى مصالحة جديدة مع الإسلام السني المعتدل، وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا هو مشروعي وأنا أدعو إلى أن يسمعوا مني لا أن يسمعوا عنّي من خصومي. فهل رأيتني مارست عنفا في حياتي أو دعوت إليه! سبحان الله العظيم.
هل شاركت في مظاهرة السلفيين يوم 25 مارس بشارع بورقيبة؟
نعم شاركت مع المسلمين، ولا تعجبني هذه الأسماء: أقصد كلّ من يفرّق بين المسلمين في تونس وفي كلّ بلاد الله عزّ وجلّ.
وشهدت الاعتداء على المسرحيين؟
لا يا أستاذ، أنا قدمت من حلق الوادي ونزلت في محطة تونس البحريةTGM
وجدت الناس بجانب «المنقالة» فبقيت حذوها ولم أتجاوزها ، و شاركت باعتبار أن تدنيس المصحف الشريف مسألة تهم كل مسلم ولا يمكن السكوت عنها، وهذه أول مظاهرة أحضرها.
ما موقفك من تهجّم بعض السلفيين على المسرحيين لفظا ورميهم بالبيض؟
لم أر ذلك والقرآن يقول: «ما شهدنا إلاّ بما علمنا»
لفت نظري أنك قلت إنك نزلت في TGM هل أفهم أنك دون سيارة؟
تركت سيّارتي في فرنسا.
المعروف أن جماعة «النهضة» الذين كانوا في المهجر «لاباس عليهم»؟
أنا لست من "النهضة".
يقال إن كل من يخرج من «النهضة» تغلق في وجهه أبواب الرزق؟
هذا القول فيه شرك أكبر، لأنّ الرزّاق هو الله عزّ وجلّ.
أنت جربت الخروج عنهم؟
لا أعرف هذا، والخروج من «النهضة» ليس خروجا عن الدين و لا من رحمة ربي عز ّو جلّ.
لماذا تتحفظ في الرد؟
لأني داعية خير وصلح إن شاء الله، أنا لا أهاجم «النّهضة»، بل أنا ناصح أمين من جملة المئات النّاصحين، ولست وحدي الذي يعارضهم نصحا وتذكيرا، بل هنأتهم بعد الترخيص لهم بحصولهم على تأشيرة الحزب، ودافعت عن مواقفهم الصّائبة، ودافعت عنهم من هجمات الإعلام واليسار الذين لم يقبلوا بنتائج صناديق الانتخاب، ومنذ سنتين توقّفت ولم أكتب عنها في موقع «تونس المسلمة» الذي أشرف عليه وأنشر فيه أفكاري، ومنذ عدت إلى تونس لم أتحدث عنها إلا بعض التّعليقات الخفيفة نصحا وإبراء للذّمّة، أو إثر ما وقع لي في 16 مارس في جامع الورديّة لبيان ما وقع فقط دون المسّ بهم، فهم في كلّ الأحوال إخوة لي ولو بغوا عليّ.
هل تنتظر إنصافك؟
أنا أنتظر من «النهضة» أن تتراجع عن هذه المظلمة وتنصف كلّ من ظلم من شعبنا العظيم الذي يستحقّ كلّ الاحترام والتّكريم.
وإن لم تتراجع؟
أنا على ثقة بإذن المولى أنّهم سيتراجعون، فبيني وبينهم تاريخ نضال وجهاد لن يمحى وأحسب أنّ قواعدهم تغالطهم كثيرا، وأنصحهم بأن لا يستمعوا إلى قواعدهم الضّعيفة، بل ينبغي أن يستمعوا إلى كلّ أخ، فهو خير لهم، حتّى لا يقعوا في الأخطاء الخطيرة، وهذا هو الواجب في شرعنا السّمح العادل: «إن جاءكم فاسق بنبإ فتبيّنوا"
ملامحك تخفي ألما من إخوتك في «النهضة»؟
لحيتي ابيضّت هذه الأيام ولله الحمد.
ما تعليقك على تعيين صهر الغنوشي وزيرا للخارجية؟
أرجو أن يوفّق في مهمّته.
ما تعليقك على ما حدث في شارع بورقيبة يوم عيد الشهداء ومن استخدام الميليشيا لتفريق المتظاهرين؟
أنا لست ضدّ منع التّونسيين من التّظاهر السّلمي في أيّ مكان في أرض تونس خاصّة في شارع الحبيب بورقيبة لرمزيّته، واستخدام القوّة خاصّة من الدّولة مرفوض ومُدان.
ما تعليقك على قانون العدالة الإنتقالية الذي سيمنح مساجين «النهضة» تعويضات مالية مجزية عن سنوات السجن؟
هذا حقّ لكلّ من اضطهد في تونس في العهدين السّابقين دون نظر إلى الانتماء السّياسي والارتباط الحزبي، وهذه مظلمة ينبغي أن ترفع حتّى تطيب الأنفس ويتحقّق العدل.
هل علمت بأن راشد الغنوشي شرع في التحاور مع السلفيين؟
لا علم لي
هو من أعلن عن هذا؟
إن حصل فهو مهمّ جدّا، وهو متأخّر كثيرا، بل ينبغي عليه أن يحاور الإسلاميّين جميعا دون استثناء لأحد، وأن يتقابل معهم للتّوافق والتّحالف. ألم يتوافق مع «التّرويكا»؟ فهذا هو الأصلح والأفلح للبلاد، قال تعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".
هل من الوارد أن يتحاور معك؟
إسأله هو، قلت لك: عندي مشروع يجمع كلّ التونسيين دون استثناء.
ما علاقتك بشيوخ السلفية؟ البشير بن حسن على سبيل المثال (أفادنا إبن مدينته الدكتور المنصف بن عبد الجليل في حوار سابق بأنه كان يشتغل دهّانا في فرنسا قبل تفرّغه للدين)؟
ليس لي علاقة به.
من انتخبت في 23 أكتوبر؟
لم أنتخب أحدا.
ألا تؤمن بالممارسة الديمقراطية؟
كلام فارغ. فأين تجد ديمقراطيّة فوق الأرض؟ فهل هذا العالم فيه ديمقراطيّة وهو يقسّم العالم إلى آلهة تسحق الشّعوب بالفيتو وعبيد يسجدون لهم، وهؤلاء الآلهة هم الذين كسّروا رؤوسنا بما أسمّيه: الكذبوقراطيّة: فالعالم يحكمه آلهة وهم: الولايات المتحدة الأمريكيّة وفرنسا وبريطانيا والصّين وروسيا، وهذه الآلهة كلّها استعماريّة وتحمي المحتلّ الإسرائيلي، فأين هي الدّيمقراطية يا صديقي؟
عشت عشرين سنة في باريس ثم تقول لي إن الديمقراطية كلام فارغ؟
هذه هي القناعة التي خرجت بها، أن الديمقراطية كذبة كبرى تستخفّ صغار العقول والأنفس، يجيد لعبتها البورجوازيّون الكبار الذين يسرقون شعوبهم ثمّ ينادونهم للتّصويت لهم! إنّها مهزلة
هل أنت متزوج؟
ولله الحمد بامرأة عظيمة مجاهدة ابتليت كثيرا في عهدي الطّاغيتين، فأسأل الله أن يثيبها وأن يثبّتها.
لك أبناء؟
خمسة، أربع إناث وذكر، وقد ذكرتني بجرح عظيم وهو أن إبني الثالث قتل في بطن أمه سنة 1987 بفعل ممارسات البوليس.
أيهم من أبنائك أقرب إلى قلبك؟
«الصغير حتى يكبر والمريض حتى يصح والغائب حتى يحضر».
هل تشاهد التلفزة؟
نعم، عادة الأخبار أو الحوارات.
وماذا تسمع؟
ما ينفع، القرآن وحلقات العلم.
ألم تمارس هواية في حياتك؟
مارست كرة القدم في نادي الشيمينو وسأروي لك حادثة أرجو أن لا تغضب مني أبناء هذا النادي.
كنت في صنف الأصاغر سنة 1973 وكان فريق الأكابر يعج بالنجوم مثل القندي وقعلول وغيرهما، وحدث أن تركت عشرين دينارا في حقيبتي في حجرات الملابس في ملعب مقرين و حين أنهيت التدريب لم أجدها «في بالي الرياضة أخلاق أو لا تكون» فدعوت على الشيمينو بالنزول إلى الدّرجة الثّانية في نهاية الموسم وهو ما كان، وطلقت الكرة من وقتها (يستغرق في الضحك ببراءة الأطفال)
لماذا لا نراك في المنابر التلفزية؟
توكل على الله.
هل هناك تعتيم مقصود عليك؟
إسأل زملاءك في الإذاعات والتلفزيونات.
هل أنت نادم على عدم العودة سنة 2006؟
الحمد لله أني لم أرجع وهذا من تثبيت الله لي، منذ سنة 2006 حتى سقوط الطاغية كتبت ضد نظام بن علي ورددت على المفتي في فتاويه الهشة غفر الله له ورده إلى الحق ، و مازلت كما أنا أدعو إلى الله ورسوله.
لو تُعرض عليك العودة إلى «النهضة» فهل تعود؟
لا، لن أعود.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.