قبيل عيد الشغالين، خيّم على الساحة توجّس غذّته تصريحات من هنا وهناك... تصريحات استباقية تتهم وتحذّر من سيناريوات كارثية... ثلاثاء 9 أفريل زرع الشك في ثلاثاء غرة ماي.. وكانت المفاجأة احتفاء بيوم عالمي بطريقة عالمية.. قوس قزح عكس في سماء شارع بورقيبة كل أطياف المجتمع التونسي... في هذا اليوم أحيل رجال الأمن على البطالة المؤقتة.. مسيرات سلمية منظمة تحت راية واحدة.. عَلَم تونس.. وربّما اكتشف البعض منّا أننا قادرون على التجاوز... قادرون على بث رسائل طمأنة داخليا وخارجيا... قادرون على التعبير الرّاقي حتى وإن كنا موجوعين.. الشغل حق وهو رديف الكرامة.. الشغل هو تحقيق الذات قبل تحقيق ملء البطن.. ومن لا يشتغل «مظلوم» بشكل أو بآخر.. فما بالك إذا كانت شهائده العلمية محالة على التقاعد.. وكيف يكون عيد الشغل لمن لا يشتغل.. هل يحتفي وقلبه يبكي.. إنه التحدي الأكبر الذي يواجهنا اليوم مهددا الاستقرار الاجتماعي... لأنه في كل عائلة «بطال»... قد يحتاج الوضع إلى وقت ولكن فارغ الجيب يكتوي بالصبر.. ظاهرة البطالة ليست حكرا على بلادنا وتعاني منها حتى الدول الصناعية.. والمهم هو أن يكون التشغيل الهدف الأساسي في المرحلة القادمة وأن لا تلهينا الهوامش عن صلب الموضوع... وأن نسمع الحلول من أهل الاختصاص وطنيا ودوليا وليس من شيوخ الفتاوى. ولابدّ من طمأنة رجال الأعمال الوطنيين الغيورين وحفزهم على الاستثمار في الجهات الداخلية لأنهم شركاء مع الشغالين في بناء الاقتصاد وهذا يومهم... في شارع بورقيبة توقفت أفواج من السياح لتساهم في المسيرة... وهم من سينقل الخبر الصحيح عن التوانسة.. عن قوس قزح شارع بورقيبة.. عن شعب بتروله الفكر والسّواعد.. شعب يرفض أن ينام وجاره جوعان.. شعب «ينطّر الفرنك من الحيط»... ومنهم من يتقاضى 200 دينار شهريا.. يصرف 200 دينار ويفضّل 200 دينار.. حاول أن تفهم كيف!! إنها المعجزة التونسية!