في إطار مؤتمر انعقد بمؤسسة التميمي حول التعذيب والاضطهاد بالمغرب العربي منذ الاستقلال قدّم أمس حمّة الهمامي رئيس حزب العمال الشيوعي شهادته عن التعذيب الذي تعرّض له في عهدي بورقيبة وبن علي. وقال الهمامي أنّ التعذيب هو أسلوب حكم ممنهج ومتأتّ عن منظومة كاملة يخضع لها الجميع انطلقت تجربته معه في عهد بورقيبة سنة 1972 عندما كان في سنّ العشرين وذلك بعد انخراطه في الحركة الطلابية وانتخابه كممثل نقابي على قسم العربية. وأوضح الهمامي أنّه وقع اعتقاله آنذاك فترة الإعداد للمؤتمر الثامن عشر في المركّب الجامعي وذلك بعد 4أيام من هجوم قوات الأمن على الجامعة وشنّ جملة من الاعتقالات. وأفاد انّ ما ورّطه آنذاك أمام معتقليه هو اعترافه بسذاجة أنّه يريد الديمقراطية أثناء استنطاقه كما عثر لديه على وثيقة بها تركيبة صنع الزجاجات الحارقة (المولوتوف) والتي رفض آنذاك الإفصاح عن هوية الشخص الذي أعطاه إياها وهو فلسطيني يشغل حاليا منصب طبيب في الأردن. وأفصح حمّة الهمامي انّ الجلادين اللذين قاما بتعذيبه آنذاك على حدّ قوله هما محمّد الرزقي ومحسن بن عبد السلام اللذين عذّباه بشتّى أنواع الطرق أكثرها وضع الدجاجة المصلية التي استعملها النازيون زمن احتلالهم فرنسا وقال انّ تهمته آنذاك حسب تصريحات الهادي نويرة والحبيب عاشور هي مؤامرة شيوعية صهيونية تشارك فيها أياد خارجية. وقال إنّه وقع أخذه إلى نعسان في اليوم الخامس من اعتقاله اين توجد ضيعتان مخصّصتان للتعذيب مبروكة 1 ومبروكة 2 أين وجد في انتظاره قرابة ال25 من مسؤولين وأعوان عاديين على غرار المقراني وفرج قسومة وحسن سعيدان وبعد ان قاموا بتعذيبه وتهديده بالسلاح وقع إيداعه سجن «الجديد» إلى حدود 18 مارس 1972 . وأقرّ أنّه سنة 1974 دخل السرية باسم الحبيب مع محمّد الكيلاني وفليس والصادق بن مهني أين اطّرهم أحمد بن عثمان وعلّمهم كيفية مواجهة البوليس لكن وقع اعتقاله فترة الطاهر بلخوجة فتمّ تعذيبه من قبل محمّد الناصر ومنجي عمارة وحسن عبيد وقال أنّه تعمّد استفزازهم انتقاما لبكائه سنة 1972 وقصد استعجال ضربه حتى لا يترك لهم الفرصة للاعتراف. وأكّد انّه تعرّض للتعذيب بشكل وحشي بما فيها الاستفزازات الجنسية وأشار إلى انّ الوضع الذي كان عليه صحبة رفاقه كان صعبا لدرجة انّ بعض الأمنيين عملوا على مساعدتهم دون علم رئيسهم الطاهر بلخوجة. أمّا عن فترة الرئيس المخلوع فقد اكّد حمّة الهمامي انّ نفس الوجوه تعاقبت على تعذيبه وهم حسن عبيد وعبد الناصر وعزالدين جنيّح وذلك بعد ان تمّ اعتقاله في سوسة سنة 1992 فترة وزارة عبد الله القلال أمام منزل احد العسكريين الذي اُتهم بانتمائه للتيار الإسلامي واكّد ألا علاقة له بذلك الرجل وقال انه أثناء عملية اعتقاله أقدم احد المارة على الفرار فطالبوه بهوية ذلك الشخص دون أن يكون على معرفة به وقاموا بتعذيبه لكنّه استبسل أمامهم ورفض الانصياع لهم. وتوجّه الهمّامي في نهاية مداخلته برسالة قال فيها: «لا اطالب هؤلاء الجلادين إلا بالاعتراف للشعب التونسي وكشف الحقيقة لا غير». كما كان لحسن ببّو المدير السابق للامن الوطني بوزارة الداخلية مداخلة أكّد فيها انّه كان رافضا لمنصبه الأمني لبرهة من الزمن إلى ان اجتمع بالرئيس بورقيبة الذي أعطاه الإذن بإصلاح الوضع في السجون وقد عمل على تحسين ظروف المحتجزين المدنيين في مؤامرة الانقلاب على الحكم سنة 1962. أمّا حلّومة بن قيزة أرملة حمّادي بن قيزة المتّهم في مؤامرة 1962 صحبة المنصف الماطري فقد أدلت بشهادتها حول التعذيب والاضطهاد الذي تعرّض له زوجها الذي حكم عليه بالسجن مدّة 11 سنة ثم بالمؤبد في سجني غار الملح وبرج الرومي وأكّدت انّ زوجها كان من المتآمرين ولم يتملّص من مسؤوليته لكنّه لم يكن في نيته هو ومجموعته قتل الرئيس كما أكّدت انّ الباجي قائد السبسي وإن تملّص في عديد المرات فإنّه هو من اشرف على تعذيبهم وترحيلهم بين السجون حتّى أنه زارهم في السجن حاملا السيغار وخاطب المنصف الماطري قائلا له «شفت وين حطّيت روحك يا منصف» وعندما استنجدوا به لإخراجهم قام بنفث السيجار عليهم وخرج وفي اليوم الموالي تم تعذيبهم بشكل فظيع.