ذكّرني إعلان وزير التعليم العالي منصف بن سالم عن إضرابه عن الطعام تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين بحكاية الوزير السيريلانكي «ويمال ويراونسا» الذي أضرب عن الطعام أمام مقر الأممالمتحدة في كولمبو احتجاجا على تشكيل مجموعة خبراء لدرس ادعاءات بانتهاكات حقوق الإنسان من الحرب الأهلية ضدّ تمرّد التاميل. فتمنّيت للوزير بن سالم جوعا موفّقا وللأسرى الفلسطينيين أن يفرّج الله كربهم وكربنا جميعا، لكنني وددت لو أن إقدام الدكتور بن سالم على الإضراب جوعا كان من أجل الطلبة التونسيين الذين حرمتهم الإدارة من المنح الجامعية في بلاد الغربة فجاعوا وانفطرت قلوب أمهاتهم وآبائهم لتدبير ما يعيلون به أبناءهم لمواصلة الدراسة. وكم وددت لو كان جوع السيد بن سالم من أجل مئات الآلاف من شبابنا المتخرّجين من الجامعة العاطلين عن العمل حتى تحوّل بعضهم إلى ماسحي أحذية وامتهن البعض الآخر رياضة الجري وراء عربات الخضر أو في المقاهي يندبون حظهم القليل العاثر. كم وددت لو كان إضراب جوع وزيرنا من أجل أشقياء هذا الوطن الذين ألهبت الأسعار المشطّة ظهورهم والتهمت ما في جيوبهم وعادت اللحوم والأسماك النبيلة وكأنها حسناوات تلحظهنّ العيون بحسرة ولا تقدر على ملامستهنّ أو الاقتراب منهنّ...أرجو للسيد الوزير جوعا مقبولا ودعاء مستجابا على أنّي أتلهّف شغفا لمعرفة جوع الوزراء وأتساءل حرقة هل هو جوع شبيه بجوع الفقراء؟