ضمن فعاليات المهرجان الدولي للحكاية، كان الموعد صباح الأحد الماضي في المكتبة النموذجية بالحديقة العمومية التوتة بصفاقس مع عرض للحكواتية آمال بوطبة وقد ساعد الطقس الربيعي وتفرغ الأولياء على توافد عدد محترم من الأطفال مرفوقين بأوليائهم لمواكبة العرض الذي كان حميميا نظرا لما أُدخل على الفضاء من تعديلات جعلته يواكب مثل هذه العروض. كما أن الأسلوب التنشيطي المعتمد من قبل الحكواتية كان له الأثر البالغ في جعل المتلقين يتفاعلون تلقائيا معها. وقد يكون ذلك طبيعيا باعتبار أن الحكواتية وإلى جانب تمكنها من أبجديات الحكاية وتقنياتها، هي أيضا أستاذة في اللغة العربية بأحد معاهد صفاقس وهو ما ساعدها على كسر الحاجز بينها وبين المتلقين. وبالعودة إلى العرض، فقد قدمت الحكواتية مجموعة من الحكايات راوحت بين ماهو كوميدي وتراجيدي ومغامراتي. ولعل ما ميز عرضها مقارنة بعروض أخرى واكبناها إدماجها لتكنولوجيا المعلومات والاتصال. وعن هذا الموضوع، أفادتنا الحكواتية والمربية آمال بوطبة اننا نعيش في عصر ما يُعرف بثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال. وتبعا لذلك، فهي حاولت أن تدمج هذه التكنولوجيات في عروضها بما من شأنه أن يثير انتباه المتلقي دون أن تفقد الحكاية خصوصياتها ورونقها. وعلى هامش العرض، التقينا مع الفنان محمد مبروك التريكي، صاحب "يطول عمرك ياميمة يا حنينة" الذي كان من بين الحاضرين مرفوقا بحفيديه، وقد عبر عن سعادته بمواكبة مثل هذه العروض مشجعا كل القائمين على المهرجان على مزيد من الإبداع لما فيه خير الحكاية.