عقدت أول أمس 'الجمعية التونسية لأمراض وجراحة القلب في مقرها الكائن بجهة البحيرة ندوة صحفية سلطت خلالها الأضواء على مرض قاتل وصامت فالمريض لا يشعر بأعراضه وعادة ما يتفطن إليه في مراحل متقدمة ...هذا المرض هو ضغط الدم وهو أحد أمراض العصر ويصيب واحد من بين كل 5 أشخاص من البالغين و يتسبب في حدوث إعاقات وأمراض القلب والوفيات بنسبة 13 بالمائة وتشير الإحصائيات إلى أنه على مائة شخص 33 فقط يعرفون أنهم مصابون بضغط الدم ....وإفتتح هذه الندوة الدكتور ذاكر لهذيب أستاذ مبرز بالمستشفى العسكري وأمين مال الجمعية التونسية لأمراض وجراحة القلب والدكتور عبد الله المحضاوي مختص في أمراض القلب بمستشفى فرحات حشاد بسوسة ونائب رئيس الجمعية . في البداية تم تعريف هذا المرض الصامت حيث تقوم الشرايين بتنظيم الضغط وكمية الدم المارة بها عن طريق التمدد والتقلص المنتظم مع نبضات القلب فإذا ما فقدت هذه الشرايين مرونتها لأي سبب من الأسباب عندها تزيد مقاومة الشرايين لمرور الدم فيرتفع ضغط الدم ولذلك فإن مقاومة جدران الشرايين لمرور الدم يعتبر عاملا هاما لمعرفة مستوى ضغط الدم والسيطرة عليه. وإرتفاع ضغط الدم يكون أكثر إنتشارا عند الرجال بالمقارنة مع النساء في مرحلة الشباب أما عند التقدم في العمر فيصبح أكثر شيوعا عند النساء وخاصة بعد سن اليأس ونجد في تونس بين 20 و25 بالمائة يصابون بضغط الدم . ويعتبر السبب الرئيسي لإرتفاع ضغط الدم غير معروف ولكن هناك عدة عوامل رئيسية تلعب دورا هاما في الإصابة وهي الوراثة والإفراط في تناول الأملاح وزيادة الوزن والتوتر والكبت والقلق وكذلك حبوب منع الحمل لأنها تحتوي على هرموني الأستروجين والبروجستيرون وكلاهما يسبب ضغط الدم ومن أهم أعراضه الشعور بالصداع أو دوخة وتعب وتوتر . ومن مضاعفات ضغط الدم التأثير على القلب حيث أن القلب لا يتلقى كمية كافية من الدم والأكسجين مما يؤدي لإنسداد الشريان التاجي وهو ما يؤدي لحدوث أزمة قلبية أو نوبة قلبية أو قصور القلب ومضاعفات على الدماغ وخاصة الجلطة الدماغية وتأثيرات على الكلى مما ينتج عنه قصور كلوي ومضاعفات على العيون. وأشار الدكتور ذاكر لهذيب أن السمنة إنتشرت بصفة كبيرة في تونس وخاصة في صفوف النساء وساهمت بعض الملابس الفضفاضة في تزايد السمنة وهي وراء عدة أمراض كالسكري وضغط الدم وهو ما يكبدّ الدولة عدة أعباء ومصاريف إضافية في الكنام. وقال الدكتور عبد الله المحضاوي أن العادات الغذائية وقلة الحركة ساهمت بشكل كبير في تزايد الإصابة بضغط الدم و من المستحسن الإنتباه إلى المؤشرات الموجودة على المصبرات الغذائية بمختلف أصنافها وأنواعها بما في ذلك علب الطماطم والهريسة لأنها تحتوي على أرقام "مفزعة" من الأملاح والتي من شأنها أن تساهم في الإصابة بهذا المرض مع العلم أن جسم الإنسان يحتاج إلى 5 غ في اليوم . ويرى الدكتور عبد الله المحضاوي أن الوقاية ضرورية قبل ظهور المرض وهي التقليص من "السمّ الأبيض" أي الملح و كذلك السكر حيث ان التقليص من الملح يساهم في تقليص 8 ملم زئبقي من ضغط الدم وتجنب الكحول يقلص 10 ملم زئبقي وممارسة الرياضة وخاصة المشي 3 مرات أسبوعيا' يقلص ضغط الدم بمعدل 20 ملم زئبقي ومختلف هذه العوامل توفر25 ملم زئبقي ولا يوجد أي وصفة طبية تمنح مثل هذه النتائج . وردا حول سؤال توجهت به "التونسية "حول مدى تزايد أمراض ضغط الدم بعد الثورة قال الدكتور محظاوي:"لم نقم بإحصائيات لكن من خلال العيادات الطبية فقد إرتفع عدد المصابين بضغط الدم بعد الثورة وخاصة في بعض الأسلاك الوظيفية كذلك تعتبر هذه النسبة مرتفعة في صفوف الصحفيين حيث تم إجراء بحث تبين خلاله أن بين 30 و40 بالمائة من الصحفيين يعانون من ضغط الدم." وستتولى الجمعية التونسية لأمراض وجراحة القلب وعلى هامش اليوم العالمي لمرضى القلب والذي يلتئم يوم 14 ماي القيام بيوم تحسيسي توعوي يوم 13 ماي'والهدف منه الوقاية من هذا المرض وسيتم بالمناسبة تركيز عدة خيام بالبحيرة قبالة ميامي' وبإمكان المارة قياس الضغط و التشاور مع عدة أطباء والإستفسار عن مخاطر هذا المرض وطرق الوقاية منه .