رغم ثراء مخزونها الطبيعي وخصوبة أراضيها الفلاحية وتوفر مقومات السياحة البيئية فإن معتمدية برقو تشهد ركودا اقتصاديا مزمنا. وبانطلاق مناقشات الميزانية التكميلية لسنة 2012 تسرّبت بعض المعطيات المتفاوتة حول نصيب الجهات الداخلية طرحت جدلا واسعا حول حصة الجهة من الاعتمادات المرصودة. أكثر من سنة مرت على ثورة الكرامة ومدينة برقو على حالها وكأن قدر شبابها إما الرحيل إلى المدن الكبرى بحثا عن لقمة العيش أو الاكتفاء بما توفره المعتمدية من أيام معدودات في الحضائر الظرفية أو الآلية وأما البقية فالمقاهي ملاذهم الأول والأخير. يؤكد شباب برقو أن المنطقة الصناعية بالجهة تعاني من عديد الاشكاليات العقارية بالنسبة لبعض المحلات الموجودة والتي لم يقع استغلالها وتفعيلها وكذلك افتقارها للتهيئة، زد على ذلك اشكالية التمويل الذاتي بالنسبة لباعثي المشاريع الصغرى وكثرة التعقيدات والإجراءات الادارية التي حالت دون انتصاب العديد منهم «فآلية اعتماد الانطلاق» التي وضعتها الوزارة لتذليل صعوبات التمويل بالنسبة للمشاريع الصغرى لم يقع تفعيلها إلى اليوم أمّا من تحصلوا على الموافقة المبدئية في الآونة الأخيرة فهم ينتظرون ما ستفضي إليه قرارات الوزارة. ويعتبر مطيع الجلاصي باعث مشروع «التونسية للتين الشوكي» من بين الباعثين الشبان بجهة برقو إلا أنه منذ جوان 2010 يواجه عديد المشاكل والعراقيل التي حالت دون بعث مشروعه الذي من المتوقع أن يستقطب في مرحلة أولية 50 عاملا قارا و250 عاملا بصفة غير مباشرة. وما زاد في تفاقم نسب البطالة في صفوف حاملي الشهادات العليا هو عدم التسريع في ايجاد آليات لسد الشغورات في المؤسسات العمومية المحلية عن طريق الانتدابات المباشرة أو فتح مناظرات جهوية. أما بالنسبة للفلاحين الصغار فهم يعانون كثرة الديون المتخلدة بذمتهم وارتفاع أسعار البذور والمعدات الفلاحية ومياه الري وعدم قدرتهم على مواكبة الفلاحة العصرية في غياب الدعم المالي اللازم ومحدودية تدخلات الجمعيات التنموية المحلية.