حذَّر هاينز فروم رئيس جهاز المخابرات الألمانية من إمكانية شن سلفيين يقيمون في ألمانيا هجمات داخل البلاد بعد الصدامات الأخيرة التي نشبت بينهم وبين الشرطة الألمانية. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة «بيلد» اليومية أوسع الصحف الألمانية قال فروم : «الخطر على ألمانيا لم يتقلص للأسف، وهوليس بأي حال خطرًا مجردًا، وقوع هجوم مثل الذي شهدته فرنسا في مارس... أمر ممكن هنا» مضيفًا أن «محمد مراح كان قد أجرى اتصالات أيضًا مع سلفيين قبل أن يبادر بإطلاق النار على مدنيين في تولوز". وتأتي تصريحات المسؤول الأمني الألماني بعد سلسلة اشتباكات شهدتها عدة مدن وبلدات ألمانية بين الشرطة وإسلاميين سلفيين. وأشار فروم إلى شريط فيديو سجله سلفي يقيم في برلين - وهومغني راب سابق يدعى دينيس سي - يدعوإلى الجهاد ويشيد بمراح وأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. وقال: «يجب أن نأخذ هذا الفيديومأخذ الجد، فقد يكون هذا الشريط تحريض على شن هجمات». وكان وزير الداخلية في ولاية «سكسونيا السفلى» الألمانية أوفه شونمان قد دعا إلى تقييد حرية التعبير للسلفيين. وقال شونمان وفق ما ذكرته مجلة «دير شبيغل» الألمانية: «يجب على المحكمة الدستورية الألمانية أن تبحث؛ هل من الممكن تقييد الحق الأساسي في حرية التعبير للدعاة إلى الكراهية الذين يستخدمون العنف ضد الدستور الألماني؟". وأضاف: «في حال فرض هذا الحظر، فإنه لن يصبح بإمكان السلفيين ممارسة العمل السياسي، كما سيحظر عليهم إصدار دعوات للتجمع عبر الإنترنات " وكانت الشرطة الألمانية قد أصدرت بيانًا في وقت سابق تداولته وسائل الإعلام الألمانية وتحدثت فيه عن تجمع 50 سلفيا من حاملي الجنسية الألمانية في ميدان «بوتسدام» بالعاصمة برلين لتوزيع نسخ من المصحف، في الوقت الذي وقف قبالتهم نحو20 متظاهرًا للتعبير عن رفضهم لهذا التجمع. وكان ما بين 500 إلى 600 شخص قد شاركوا قبل أكثر من أسبوع في مدينة «بون» في مسيرة منددة بالعداء للإسلام، أدت إلى أعمال عنف مع أفراد الشرطة. واندلعت تلك الصدامات بعدما رفع متظاهرون من أنصار حزب «بروإن آر دبليو» اليميني المتطرف صورًا معادية للإسلام. وقام المشاركون في المسيرة المضادة لهم بقذف الحجارة على اليمينيين المتطرفين، وأسفرت تلك الاشتباكات عن إصابة 29 شرطيًّا، حالة بعضهم كانت خطيرة.