طفت ظاهرة الانقسام في صفوف الحزب الحر الدستوري التونسي الديمقراطي على سطح الأحداث مما أنتج تصدعا في العلاقة بين بعض القادة من ابناء الحزب الواحد , و جعل البعض الاخر من الغيورين على الحزب الدعوة الى عقد مؤتمر من اجل لم الشمل و تجاوز حالة الخلاف و الاختلاف لتنظيم الصفوف و اعادة هيكلة قواعدها على اسس صحيحة ربما للاستعداد للاستحقاق الانتخابي القادم . وفي هذا الاطار عقد اليوم الحزب الحر مؤتمرا صحفيا بمنزل " قولدن توليب المشتل " بالعاصمة بحضور رئيس الحزب " فيصل التريكي " و " علي عاشور " رئيس المؤتمر و عديد الشخصيات ذات المرجعية الدستورية على غرار احمد بن صالح و محمد الصياح و حفيد المناضل " عبد العزيز الثعالبي و الطاهر بلخوجة و ابنة الزعيم الحبيب بورقيبة "هاجر " من يتحدث عن اقصاء الدساترة ناكر للجميل و اكد فيصل التريكي رئيس الحزب خلال اللقاء ان من ينكر وجود "الدساترة" و يطالب برحيلهم و اقصائهم هو جاهل للتاريخ وغير واع بمصلحة البلاد وناكر للجميل و اضاف التريكي : " انهم يتحدثون زورا و بهاتانا عن عن 50 سنة من الاستبداد أنهم يتدحثون عن الجملكية و عن الانتخابات الحقيقية الاولى في تاريخ تونس ان هذا هو الزيف و الزور بعينه " , و أضاف التريكي ان الاقرار بهذه المقولات هو انكار للدولة التونسية التي حلت مكان المستعمر و تساءل التريكي : " من الذي ارسى الدينار التونسي ؟ من الذي حضر اول مؤتمر لدول عدم الانحياز ؟ ... و أضاف التريكي هل ان تونس قبل 14 جانفي كانت صحراء قاحلة يسكنها الجهلة و الفقراء و المعدمون و ابرز ان انجازات الحركة الدستورية في الحكم لا تحصى و لا تعد و هي قائمة و لو كره الباعضون حسب تعبيره . و اعتبر التريكي ان خطاب القطيعة مع الماضي نسف أكثر من 50 سنة من تاريخ تونس هو خطاب خاطئ و لئن كانت هناك مظاهر للاستبداد و الفساد طوال هذه الفترة الا أنها كانت كذلك فترة مقاومة الجهل و نشر التعليم و الصحة و البنية الأساسية الاقتصادية للبلاد و نهضة اجتماعية و ثقافية و اقتصادية أنتجت اجيالا من المثقفين و المتعلمين ... الدولة التونسية قائمة قبل 14 جانفي 2011 و ابرز رئيس الحزب ان الدولة التونسية قائمة منذ عقود و تحديدا عام 1956 ولم تولد يوم 14 جانفي 2011 كما يدعي البعض , و توجه بكلمة الى بعض الاطراف التي تدعو الى اقصاء الدستوريين قائلا : " ان السياسي النزيه و الحكيم يجب ان يقدر الاشياء بكل موضوعية و يعطي كل ذي حق حقه و يربط كل فترات تاريخ البلاد ببعضها البعض دون قطع او مسخ فالدولة التونسية بكل مؤسساتها في حاجة الى التطوير و التجديد عبر مسيرة انتقال ديمقراطي سليم ... اعتراف بالخطأ اعترف رئيس الحزب الحر بارتكاب الدساترة لأخطاء خلال الفترة الماضية وهي اخطاء قال انها تتعلق بالجانب السياسي و الحريات و لكنه نوه في الان نفسه بانجازات الحركة الدستورية و التي اعادت بالمنفعة على البلاد و جعلتها تتصدر مراتب أولى في التقدم و الرقي . توحدنا ليس انقلابا على السلطة و افاد التريكي في حديث خص به "التونسية " ان هذه المبادرة و لمّ شمل الدساترة ليس انقلابا على السلطة بل لاحياء الفكر الدستوري و لم الشمل لتتكاتف القوى من اجل خدمة الوطن مشيرا الى ان الحكومة الحالية تواجه عديد المصاعب و اقترح تكثيف الجهود و التعاون من اجل انتشال البلاد من عنق الزجاجة . و عن امكانية تحالف الحزب مع احزاب اخرى اجاب فيصل التريكي : " يمكن ان نتحالف مع احزاب اخرى و لكن لن ندخل في جبة او جلباب احد و لهذا دعونا جميع الاحزاب الى حضور المؤتمر من اليسار و اليمين .