حذّر خبراء في الأمن الغذائي من عواقب اعتماد الجزائر الكلّي على النّفط، حيث لا يُستبعد أن تقع البلاد ضحّية لمجاعة كبرى مستقبلا في حال نفاد مخزونها من البترول وهو أمر وارد جدّا حسب تقديرهم. وأشار الخبراء إلى أن تحقق هذا الاحتمال (المجاعة حين ينفد البترول) مسألة وقت لا أكثر، إذ أن الجزائريين – حسب تقدير الخبراء طبعا - سيجدون أنفسهم عاجزين عن ضمان استيراد ما يحتاجونه من غذاء، وهو ما يعرّضهم للموت جوعا ويحتّم عليهم التعجيل بالبحث عن بدائل واقعية لثروة النّفط التي يدركون أنها في طريقها للزوال عاجلا أو آجلا . و تأتي هذه التحذيرات عقب تحذيرات مماثلة أطلقتها شخصيات كثيرة، يتقدّمها الرئيس بوتفليقة الذي أبدى أسفه لاعتماد الجزائر بصفة كلّية على تصدير النّفط وعجزها عن بعث صناعة قوية. وهو نفس ما أكّده الخبراء الذين أشاروا إلى الخطر الحقيقي الذي يُتوقّع أن تواجهه البلاد مستقبلا والمتمثّل في العجز عن تأمين الغذاء للمواطنين في حال تراجعت أسعار النّفط أو تضخّمت أسعار المواد الأوّلية في الأسواق الدولية. وقال فؤاد شحات ممثّل وزارة الفلاحة إن الجزائريين اليوم يعيشون حالة من الأمن الغذائي لم يسبق لها مثيل منذ الاستقلال، غير أن هناك الكثير من النقائص يجب تداركها. و تشير بعض المعطيات الى أن نسبة إنتاج الجزائر لحاجياتها الاستهلاكية ضعيفة وأنها تعتمد اعتمادا شبه كلّي على استيراد ما تحتاجه من غذاء مستفيدة من عائداتها النفطية وفي حال تراجع أسعار النفط مثلا ستجد نفسها في أزمة فعلية.