استبشر سكان الهوارية بالميناء البحري الذي انجز منذ ما يزيد عن 7 اعوام باعتمادات جملية ناهزت العشرة ملايين دينار، وكان من المتوقع ان يدخل هذا الميناء حركية على انشطة الصيد البحري التي تعرف بها الجهة ويقلص من حجم المصاريف التي يتكبدها اصحاب مراكب الصيد بسبب المسافة التي يقطعونها من مناطق الصيد في اعماق البحر في اتجاه ميناء قليبية وميناء سيدي داود لتسويق منتوجاتهم وهي تنقلات مكلفة جدا ومرهقة في حالات وجود اضطرابات بحرية. لكن ما حلم به اهالي هذه المنطقة لم يتحقق اذ وبمجرد الانتهاء من اشغال هذا الميناء بدات معاناة الصيادين بسبب عدم جاهزية الميناء لارساء مراكب الصيد، فالرصيف تحول إلى ما يشبه السبخة نتيجة تجمع كميات كبيرة من الاعشاب البحرية حتى أنها صارت تغطي سطح الماء مشكلة بذلك حاجزا امام البحارة فتحجب عنهم اعماق المياه واماكن توقف مراكبهم. ويبدو حسب ما ذكره البعض من ابناء الجهة ان الدراسة التي تم اعدادها لانجاز الميناء لم تكن دقيقة وشاملة بخصوص المحيط والمواصفات الفنية وهو ما جعل العشرة مليارات من المليمات تذهب هدرا. فالميناء ومنذ اشهر متوقف بالكامل تقريبا عن اي نشاط لصيد الاسماك باستثناء عدد قليل من المراكب الصغيرة التي ترسو في جزء صغير منه لوقت قصير .ورغم اشغال التهيئة والتنظيف التي شهدها الميناء على اثر الاحتجاجات التي قام بها البحارة من ابناء الجهة، فإنّ هذا التدخل لم يجد نفعا اذ بقي الميناء على حالته تلك فاقدا لأبسط خصوصيات ومواصفات الموانئ البحرية، والسؤال الذي يطرح هو ماذا حدث لهذا الميناء حتى يسقط رغم حداثته في مستنقع قد يتطلب الخروج منه اصلاحات مكلفة جدا؟