بمناسبة الذكرى الحادية والتسعين لهدم الخلافة الاسلامية التي حرص الحزب على إحيائها في مختلف الدول الاسلامية، اختتم امس حزب التحرير التونسي بفضاء سكرة للمعارض أشغال مؤتمر الخلافة السنوي تحت عنوان «ثم تكون خلافة على منهاج النبؤة» بغية تذكير المسلمين بهذه الذكرى «الأليمة وبالفرض العظيم الذي يجب أن يكون شغل الأمة الإسلامية جمعاء وشاغلها لكي تستقيم حياتها على دينها فتعود خير أمة أخرجت للناس وليعرض اطروحاته وبرامجه السياسية والدينية العقائدية من خلال تقديم نظام إسلامي تفصيلي يضعه الحزب بين أيدي الثوار بديلا عن الأنظمة الوضعية» حسب اغلب متدخلي المؤتمر . وقد اتسم المؤتمر السنوي بحضور جماهيري متميز قدّر بأكثر من 500 شخص وبحضور إعلامي كثيف، كما تخلل المؤتمر معرض شامل لكتب حزب التحرير ونشرياته كما تم توزيع البرنامج المفصل للمؤتمر قبل ان يفتتح الناطق الرسمي للحزب رضا بلحاج المؤتمر بكلمة رحب فيها بعدد من الشخصيات الدينية والسياسية ذات المرجعية الإسلامية من قبيل (محمد خوجة رئيس جبهة الاصلاح،عادل العلمي رئيس جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشيخ عبد الفتاح مورو وعدد من الممثلين عن الحركات الدعوية والسلفية على غرار الخطيب حسن السالمي، مختار الجبالي، يوسف أبو يعقوب...). غايتنا من هذا المؤتمر أن...؟ و أكد الناطق الرسمي لحزب التحرير في مداخلته ان مشروع حزب التحرير هو مشروع هادف وجاد، يصل أعضاءه بعضهم ببعض من أجل نشر أفكاره وجعلها أفكار المسلمين وقال: «كما ترون فإن الامر قد بات قريبا قريبا»، في اشارة منه الى ان الغاية من إقامة هذا المؤتمر هو التذكير ب «ذلك الحادث الأليم ألا وهو إلغاء الخلافة وحرمان المسلمين من دولتهم الطبيعية والتي كان من الواجب عليهم محاسبتها ومراجعتها لا هدمها، بالإضافة الى تذكير العرب والمسلمين بمآسيهم الكبرى الناجمة عن سقوط الدولة حتى لقد صاروا رغم وحدتهم مشتتين ورغم غنى بلدانهم فقراء ورغم عزة دينهم أذلاء»، مستنهضا همم المسلمين أفرادا وجماعات للاشتغال على أمهات القضايا ،ومؤكدا ان من أولى هاته القضايا واولاها «ضرورة الاشتغال بفريضة الحكم بما انزل الله ووحدة المسلمين وأعراضهم ودمائهم...». كما توجه «بلحاج» بدعوة الى المثقفين والمفكرين ، مطالبا اياهم بضرورة «تغيير صعيد البحث القائم على فصل الدين عن الحياة إلى الصعيد الصحيح ليكون فكرهم منتجا متصلا بمصير الأمة موصلا إلى رضوان ربها لا فكرا في حدود التبرير والتقليد وحلا لمشاكل الآخرين وهذا يقتضي التخلص من عقدة الأجنبي»-على حد تعبيره-، متوجها بالدعوة ايضا الى كل المسلمين والمهتمين بالتشريعات والقوانين لدراسة مشروع دستور «حزب التحرير» على ضوء مصادره لبيان «قيامه على الإسلام أولا وجدارته وفاعليته في رعاية شؤون الناس لتحقيق الرعاية والكفاية والرفاه من ناحية والعزة والمنعة للأمة من ناحية أخرى». «التأسيسي» يشرّع بغير ما أنزل الله ! وأعلن «بلحاج» خلال المؤتمر أن «حزب التحرير» يحمّل المجلس التأسيسي مسؤولية «التشريع بغير ما انزل الله»-حسب قوله-مرجعا السبب في ذلك الى «اعتبار ذلك مخالفة صريحة لمعتقد الأمة» واعتباره عبثا تشريعيا بل جريمة قائلا: «نحمل كل فرد في المجلس المسؤولية الشخصية أمام الله ونحن خصم له يوم القيامة والمسؤولية عن كل حقوق الأمة من أموال وأعراض». «ديلو» تعدى على المنظومة القيمية الاسلامية ! كما انتقد بلحاج ايضا وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية وعضو حركة النهضة «سمير ديلو»، قائلا «لقد شارك ديلو في مؤتمر الأممالمتحدة حول حقوق الإنسان بجنيف بعناوين غريبة ضرب بها المنظومة القيمية الاسلامية». لا مشكل اقليات في تونس ! وأكد «بلحاج» أن ما حاولت التلفزة الوطنية تبليغه منذ يومين من رسالة مفادها ان تونس تعاني من مشكل اقليات، لا اساس له من الصحة...بل هي قضية مفتعلة مشيرا الى أن دولة الخلافة لا تتعارض مع تعايش المسلم مع اليهودي او المسيحي او معتنق دين آخر قائلا: «نحن في تونس ابناء امة واحدة..و الجهات التي تسعى الى اثارة مشكل اقليات غير موجودة من الاصل انما هي تعمد الى تبخير دولة الخلافة». كما شدد «بلحاج» قائلا: «ان الدعوة الى إقامة نظام إسلامي هي فريضة في ذمتنا وندعو الجميع من جيش وأمن ووسط سياسي ومثقفين وإعلاميين إلى الاضطلاع الجاد بهذه المسؤولية {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}: وهذا يعفيكم ويعفينا من الترقيع والتجريب والتعثر والتردد الذي كلف الأمة عقودا مرة وضنكا من العيش». فؤاد فراحتية ومنتصر الأسودي تصوير: شرف الدين