على اثر الاضراب الذي نفذه اعوان البريد التونسي يومي 27 و28 جوان عاشت الوكالات التابعة له الامس وخاصة اليوم اكتظاظا كبيرا واقبالا منقطع النظير وقد تنقلت التونسية منذ صباح هذا اليوم بين العديد من مكاتب البريد بشارع قرطاج وباب الخضراء ونهج روما وشارل دي غول طوابير ...قلق ...تشنج وتذمر...تلك هي ابرز العلامات التي اعتلت وجوه المواطنين كما الاعوان مما سجل حدوث سوء تفاهم بين الحرفاء فيما بينهم من جهة وبين الاعوان والحرفاء من جهة اخرى وقد افصح لنا احد الاعوان بمكتب البريد بباب الخضراء ان الإقبال على مكاتب البريد بهذا الحجم مفهوم ومنطقي ولكن الشيء غير المنطقي هو تحامل المواطن على الاعوان ورد فعله على الاضراب الاخير الذي نفذناه لصالحه بالدرجة الاولى باعتبار ان مطلبنا الاساسي لهذا التحرك كان الزيادة في عدد الاعوان حتي لا تتعطل مصالح المواطن الذي يبقي ينتظر طويلا وأضاف محدثنا ان هذا الاضراب يهدف الى تشغيل 1000 عون جديد على الاقل بمعدل عون واحد بكل مكتب بريد علما وان شبكة المكاتب تبلغ1000 مكتبا 'هذا التصريح جاء بعد تذمر المواطنين امام غلق باب المكتب لابوابه على الساعة المنتصف النهار ونصف من اجل عدم استقبال حرفاء جدد لان المكتب ينهي عمله على الساعة الواحدة مع العلم انه تم غلق الابواب بحضور ما يناهر 100 مواطن داخله وهو ما يستوجب قرابة ساعة عمل بما يعني تجاوز التوقيت "القانوني" من جهته ابرز لنا المواطن علي انه تحول قبل زيارة هذا المكتب البريدي الى مكتب شارع قرطاج الذي وجده يعج بالحرفاء وبعد اقتطاع تذكرته اكتشف ان رقم دوره في اسداء الخدمة يفوق 900 في حين ان الرقم الذي يتمتع بالخدمة ما يزال في حدود ال500 ونيف وهو ما اضطره الى امتطاط سيارة الاجرة والتحول الى هذا المكتب "الصغير " الذي اعتقد انه اقل اكتظاظا ولكنه فوجئ كذلك بنفس الوضعية السيدة منال تقول ان الخطأ الاساسي مرده الاعوان لان البريد هو الخبز اليومي للمواطن وهو مؤسسة خدماتية مهمة وأساسية في حياة المواطن اليومية وكان لابد ان يتخذ منفذي الاضراب هذا المعطى بعين الاعتبار بحيث كان من الممكن ان يعبروا عن احتجاجهم بالاقتصار على الاقل على يوم اضراب واحد وهو اضعف الايمان او بوضع شارة حمراء وأداء وظيفتهم بصورة حضارية وهو ما قد يتفهمه المواطن ويحييه عليها احسن من تسجيل هذا التوتر والتذمر من طرف الاعوان والحرفاء وتضيف مؤكدة ان لي ذراع الادارة يتحمله الحريف بالدرجة الاولى حيث تتعطل حياته ومشاغله وهو ما يؤثر سلبا على العلاقة معه رغم انه هو حجر الزاوية لهذه المؤسسة الوطنية التي تشتغل بأمواله اما بالمكتب البريدي الواقع بنهج روما فقد تعطلت الالة "العجيبة" التي توزع ارقام الحرفاء لإسداء الخدمة فتجد حال ان تطئ قدمك هذا المكان طوابير طويلة نساء ورجالا شبابا وكهولا الكل يحرص على الحفاظ على دوره في ظل وجود العديد من الحرفاء "المرسكيين" الذي يحاولون" قلب نظام هذه الطوابير " فتتعالى الاصوات ويعم التوتر في هذه الصفوف يقول العم صالح وهو بصدد الخروج من المكتب البريدي بنهج شاردي غول "السماح" الخارج منه مولود و الباقي فيه مفقود لم يعد هنالك احترام للمسنين وهو وضع محزن عندما اقتربنا منه كان مايزال يتمتم ليبن لنا ان الاكتظاظ الذي عادة تشهده مكاتب البريد يحتاج حلا جذريا لان خدماتها مطلوبة يوميا من كل شرائح المواطنين على اختلاف اسباب حاجتهم الى هذه المؤسسة مضيفا ان الاضراب الاخير زاد الطين بلة وعموما فان كان وضع مكاتب البريد على هذا القدر من قلق وتشنج وتذمر فان كل من المواطن والعون يبقى رهين تغير سلوكيات وردود فعل وعي اعمق من اجل مؤسسة وطنية خدماتية عريقة تساهم في الاقتصاد الوطني بمؤشرات يجعلها في صدارة المؤسسات المحافظة علىة استقراره واننتعاشته زمن الازظمات