لعب راشد الغنوشي زعيم حركة «النهضة» دورا حاسما في المصالحة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة خاصة بعد أن خرجت الخلافات للعلن وطفت «التجاذبات» على السطح وهوما كان ينبئ بتصعيد غير مسبوق قد تعصف بمستقبل «الترويكا». ولولا بعض التدخلات من قيادات «النهضة» وبالأخص من رئيسها والتي رأى البعض أنها جاءت في «الوقت المناسب» وكانت «حاسمة» لكانت التداعيات ربما أكبر وأخطر وهو ما من شأنه ان يؤثر في صورة تونس في الداخل والخارج ويهدد حتى التجربة التونسية بالفشل . وقال عبد الحميد الجلاصي نائب رئيس حركة «النهضة» ل «التونسية» ان راشد الغنوشي قام بتطويق الأزمة بفضل رصيده الهام من العلاقات داخل البلاد وخارجها ولضمان استقرارها وقد ساعده في ذلك بالأخص العلاقات «النضالية» التي تجمعه برئيس الجمهورية. وأضاف الجلاصي : «في «السياسة» تساهم العلاقات الشخصية في لعب دور هام .» واعتبر الجلاصي انه ربما لهذه الأسباب وغيرها لم ترشح الحركة زعيمها لأي منصب وكان دائما يلعب دور»الحكم ولم يدخل في التجاذبات». وأضاف محدثنا:»لقد حاول الشيخ راشد الغنوشي تطويق الخلاف دون محاباة هذا الطرف أو ذاك على الرغم أن رئيس الحكومة هو الأمين العام لحركة «النهضة» وعضو في القيادة وتم الحث على تطويق الاختلافات وإنجاح «الإئتلاف» .» وقال: « كان الجبالي مقتنعا بضرورة إنجاح الإئتلاف لكن قد يقع سوء تفاهم لهذه الصلاحية أوتلك والتجاذبات «واردة»حتى في البلدان العريقة. ففي التجربة الفرنسية كانت هناك ازمة «تعايش» كبيرة بين رئيس اشتراكي ورئيس الحكومة يميني بخصوص الصلاحيات وهددت التجاذبات بأزمة عميقة داخل فرنسا وحصل هذا في أعتى الديمقراطيات فما بالك بتونس التي تعيش مرحلة انتقالية وتجربة جديدة فقد يحدث ابتعاد عن الصلاحيات والمطلوب هو«تجاوز» الخلافات والتحكم في سوء التفاهم الذي قد يحصل». ويرى الجلاصي ان «الترويكا» هي الحاضنة الأساسية للحكومة ولذلك تعقد الاجتماعات بصفة دورية تضم قيادات «الترويكا» ومنها اجتماع أول أمس حيث خصصّ النقاش للتشاور وتوفير الإطار الملائم لتحديد الأولويات وحلّ الإشكاليات وقد تركّز جزء من النقاش على «تطويق الأزمة «بين الرئاستين ودائما يتداول على رئاسة الاجتماع فريق من هذا الطرف أو ذاك» . أما عدنان منصر مستشار رئيس الجمهورية فيرى ان دور راشد الغنوشي في حل الخلاف بين رئاسة الجمهورية والحكومة يتجاوز حركة «النهضة». ويعتبر منصر ان الغنوشي من دعاة التجربة «الائتلافية» ولعب في هذه الأزمة دورا «متعاليا» ودورا فوق الخلافات وتدخل منذ البداية لتجاوز الخلاف وحتى لا يتعدى الحدود «المضبوطة» وكان دوره إيجابيا مائة في المائة . وأضاف: «الدور الذي قام به الغنوشي لم يكن على حساب رئيس الجمهورية أو حساب رئيس الحكومة بل جعله ضمن الحدود «المعقولة».» واعتبر منصر أن «الغنوشي» وبحكم شخصيته «مسموع»من جميع الأطراف والجميع يكنّ له التقدير وهو ما ساهم في حل هذه الأزمة . وأضاف: «كان الخلاف أساسا في سوء التقدير وفهم «المسألة» والصلاحيات ليست بالوضوح الذي تتلافى معه الإشكاليات ولا يمكن في الصلاحيات تحديد جميع النقاط والتطرق للجزئيات وكأول تجربة ائتلافية طبيعي أن تقع الأزمات وهي أحيانا تقوّي «الديمقراطية»والدليل أنه وقع تجاوز الخلاف وان الخلاف يتجاوز الحدود». وكشف عدنان انه رغم الخلاف الذي جدّ فإن الاتصالات بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية لم تنقطع وكانت هناك دوما اتصالات «ثنائية» وقال يمكن أن نعتبر أن الأزمة بين الرئاستين باتت «وراءنا «.