على إثر عملية إيقاف المواطنة منوبية والدة محمد البوعزيزي أول امس بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد بتهمة الاعتداء اللفظي على أحد قضاتها وإيداعها السجن المدني بقفصة للتحقيق معها لاحقا في حيثيات القضية التقت «التونسية» عددا من متساكني الجهة وسألتهم عن مواقفهم حول ما جد وما اتخذته المحكمة من قرار في «أم الشهيد» فكان الريبورتاج التالي: عمار حامدي (نقابي) : المطلوب علوية القضاء قال عمار : «أم البوعزيزي امرأة عادية وأمية مازالت تعتز باستشهاد ابنها الذي كان له تأثير على العالم بأسره وترى أن تكون محل تقدير وتبجيل أينما حلت غير أن ذلك لا يبرر ما حدث لأنه من الواجب أن نؤسس لعلوية القضاء النزيه وأن نتخلص من كوامن الماضي القريب واستغلال كل النفوذ للتأثير على القضاء ولعل ذلك يفتح أبوابا لكل من يخيل له أنه فوق القانون مما قد يعيد إنتاج الظلم والحيف». نجيب الهاني (موظف) : حتى لا توظف المسألة سياسيا قال نجيب الهاني : «في الحقيقة نحترم هذه المرأة باعتبارها عانت وصبرت ولكن صفتها «أم الشهيد محمد البوعزيزي» ليست جواز سفر يسمح لها بمخالفة القانون .. فالثورة قامت من اجل الديمقراطية والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية وأيضا من اجل تفعيل تطبيق القانون على الجميع وبالتالي إن كانت «منوبية البوعزيزي» مذنبة فعليها أن تتحمل مسؤوليتها وإن كانت مظلومة يجب اخذ موقف جدي والتصعيد مشروع هنا.. وفي المجمل لا يجب إعطاء هذه الحادثة ما يتجاوز حجمها كي لا تستغل سياسيا وتوظف لتبرير تهميش المناطق الداخلية المحرومة». محمد ضي (موظف) : القانون فوق الجميع محمد ضيّ بيّن أن المسألة في الحقيقة تجاوزت حجمها الطبيعي فبالرغم مما يحيط بهذه الشخصية من نزعة وطنية بحكم أنها أم الشهيد ورغم غضب أهالي المدينة عليها لتنكرها للواقع إلا أنه لا بد من أن تجرد هذه القضية من كل ما من شأنه أن يؤثر على العدالة ويعاقب كل من أخطأ كان من كان». صلاح الدين الشابي (موظف) : لا بد من التحري من جهته قال الشابي : « في البداية لابد من السعي إلى مزيد التحري لإثبات التهمة التي وجهت إلى السيدة منوبية البوعزيزي والدة الشهيد محمد البوعزيزي وذلك عبر شهود ثقات ونحن نطالب بتطبيق القانون تجاه المذنب سواء كان القاضي أو السيدة منوبية بغض النظر عن أنها والدة الشهيد محمد البوعزيزي» عبد القادر حمدوني (ناشط سياسي) : أرفض الإيقاف .... أما عبد القادر حمدوني فقد قال : « بصراحة «منّا تكوي ومنّا تشوي»، من حيث المبدإ ارفض إيقاف والدة الشهيد محمد البوعزيزي خاصة أنها لم تقترف جرما يستدعي اتخاذ هذا الإجراء ومن حيث المبدإ كذلك ارفض التعدي على القضاة أثناء تأديتهم مهامهم لكن المسألة لم تكن لتصل إلى هذا الحد لو تمّ التعامل معها بشكل آخر فأم الشهيد البوعزيزي هي شخصية عامة وتواجدها في مكان عمومي يثير الاهتمام لدواعي الاعتراف بالجميل والوفاء للشهيد أو المجاملة أو الفضول وكان بإمكان القاضي العبور من ممر آخر لتجنب الازدحام الحاصل وحتى بعد ما اعتبره تجاوزا في حقه كان بالإمكان تسجيل قضية دون إيقافها. يجب إطلاق سراحها وحفظ القضية لأن هناك إحساسا عاما بأن رموز الجهة مستهدفة الواحد تلو الآخر».